لمواليد التسعينات في البحرين.. دردشة

هذه التدوينة للأحبة في البحرين من مواليد عام ١٩٩٠ وما بعده،

سؤال يتردد (ليش معور راسك بالسياسة؟)، رغم أني، وللأسف، لستُ منخرطاً في عمل جماعي، أو متفانياً في عمل فردي، من أجل قضية أو مسألة من مسائل الشأن العام، إلا أن تغريداتي وتدويناتي هنا وهناك، المُعلِّقة على بعض جوانب هذا الشأن، والتي يمكن تصنيفها ضمن باب “التحلطم” ليس إلا، تستدعي هذا السؤال بين حين وآخر من اﻷصحاب والمتابعين، وقد فكّرت في اﻹجابة مليّاً لاكتشف عدة أسباب تجعلني أهتم، على رأسها رفض الاستحمار وما فيه من إهانة لتلك الكرامة التي منحها لنا الرب منذ خلق آدم، كل استحمارٍ للإنسان أراه في تصريح أو خبر، يرسم أمامي مشهد سجود الملائكة ﻵدم، فأصاب بالاشمئزاز أكثر، فأكتم كثير أسف وغيض، قبل أن أنفس عنه بتغريدة أو منشور.

ليس هذا موضوع التدوينة، ليس تماماً على اﻷقل، فقد أضفت إلى السؤال المشار إليه أعلاه سؤالاً آخر، ليساعدني في عملية بحثي الشخصي عن تحليل أكثر شمولية لهذا الاهتمام، الوجع السخيف، وهو: لماذا الجيل الذي جاء بعدنا مبتعد كل هذا البعد عن الشأن العام، ونادراً ما يلتفت أبناؤه إليه؟! أتكلم عن الحالة العامة ولا أُعمم.

تأسست الجمعيات السياسية، سارعت إلى تشكيل لجان شبابية، سعت إلى نشر أفكارها واستقطاب أكبر عدد من المواطنين، انتماءً أو مناصرة. وكحال بدايات أي حراك، كانت هناك ملاحظات تستوجب النقد والتوجيه، نراها اليوم واضحة إذا ما استرجعنا الذاكرة. اختلفنا كثيراً، وقادنا التعصب في بعض اﻷحيان إلى تصرفات نضحك عليها اليوم، ولكننا بطريقة أو بأخرى، شعرنا جميعاً بأننا مسؤولون، منتمون للوطن فكراً وروحاً، أكثر من انتماء الولاء والطاعة العمياء الرائج اليوم، وقصص التاريخ تُخبر أيهما أجدى وأبقى.

ليس بعد تخرجنا من الجامعة، إنما بعد اختلاف اﻷوضاع، هناك من طلق السياسة، وهناك من اقترب إليها لفهمها أكثر ومن ثم تحقيق بعض المصالح الشخصية، وهناك من انشغل في عمله الخاص، وآخر انقلبت كفه الحمراء المرفوعة دوماً إلى تحية عسكرية (نعم سيدي، حاضر سيدي)، وهذا طبيعي، لكلٍ دربه، وكلٌ ميسرٌ لما خُلقَ له. إلا أننا جميعاً، تفاعلنا مع قضايا الشأن العام، وكان ذاك التفاعل جزء أساسي من تكوين شخصيتنا، وهذا ما تفتقدونه يا أحبة.

صحيحٌ لم يكن لدينا وسائل تواصل اجتماعي لنتفاعل مع اﻷحداث حينها بالزخم الذي نفعل به اليوم، ولكن الفارق كبير بين تفاعل المتفرجين، وحراك من يعيشون اﻷحداث، من كانوا جزءًا من قصة حراك سياسي ومجتمعي غني، من كانوا جزءًا من رواية وطن، كثيفة ومتنوعة، وليسوا وجهة نظر واحدة، مع أو ضد.

هل للتفاعل صورة واحدة؟ أيجب أن يكون سقف الحرية أعلى، كما كان، لنتفاعل؟ ليس هذا موضوع التدوينة، ولكن بما أنه قفز هنا دون استئذان، أقول.. بالطبع لا، تتغير وسائل الحراك من جيل ﻵخر، وفقاً لتغير آلية التعبير والنشر، وبالتالي التأثير. اﻷهم هو أن تكون هناك فكرة ففكرة ففكرة، وأن يكون هناك همٌ أبعد بكثير من الهم الشخصي الضحل.

ربما لم تستغربوا السؤال السخيف الجريء، الذي كان ليُعتبر عصاً في عجلة مشروع جلالة الملك اﻹصلاحي في أيامنا، والذي يستحق طارحهُ عصاً على رأسه، بينما يُطرح اليوم عليكم في مقابلات التوظيف بكل أريحية، كاختبار أخير للتأكد من سلامة عقلكم قبل اجتيازكم المرحلة الأولى من عملية التوظيف (عندك حساب في تويتر؟ وهل لك في السياسة؟).

بين عدم استغرابكم من هذا السؤال، ومدى جرأته ووقاحته يوماً، يكمن جزء كبير من إجابة سؤالي الذي طرحته على نفسي: لماذا أنا أهتم؟

فكرة لـ #فريق_البحرين الاقتصادي

تلوح في الأفق أزمة اقتصادية، لن أقول بسبب جائحة كورونا، فهذا خلل في التعليل وتبسيط في الطرح، في الحالة الخليجية على الأقل، ولكن بإمكاننا القول بأن كورونا سرّعت من “مشوار” اختارته بعض الدول بشيء من اطمئنان، لأن نهايته المنطقية كانت تبدو بعيدة، وطبيعة الإنسان للأسف لا يخشى المستقبل البعيد كثيراً، ولا ينتبه إلى خياراته ويحرص على اختبارها، إلا متأخراً في معظم الأحيان.

أريد أن أتقدم برسالتي هذه إلى فريق البحرين الاقتصادي وقيادته، مقترحاً فكرة، ولكن قبلها يجب أن لا أقفز على نقطة مهمة، الوجه الثاني من “روبية” الاقتصاد، السياسة أعني.

عند اتخاذ أي إجراءات اقتصادية، أو البدء في تنفيذ أي خطة، سيصمت عموم الناس ما دامت الأرقام لا تزال بعيدة عن جيوبهم وعن نمط حياتهم وقدرتهم الشرائية، ولكن كلما اقتربت الإجراءات من دائرتهم الشخصية، فمن الطبيعي أن يبدأوا في السؤال عن مدى ملائمة الخطط، وعن أوجه صرف المال العام، ومدى نجاح آليات الرقابة المعمول بها، وطرح السؤال (من أين له هذا؟) بصوت أعلى بعد أن كان همساً في المجالس والأحاديث الجانبية، وهذا حقهم. أقول ذلك لأن هناك بعض الكُتّاب استبقوا أي ردة فعل بالحديث عن “التنبؤ باحتجاجات قادمة” و”رصد تحركات مشبوهة” وغيرها من كليشيهات تعرفونها، ليُرهبوا الناس من الحديث في الشأن العام باسم قطع الطريق أمام “المخربين أصحاب الأجندات”. ليس هذا موضوع رسالتي ولكن باختصار، عملية الإصلاح السياسي وقتها أمس واليوم وغداً وفي كل حين، بل تتأكد خلال الأزمات، الاقتصادية خاصة، إن الإصلاح السياسي، بغض النظر عن شكله ومضمونه، عن تشعبه ومحدوديته، هو كعملية التغذية الراجعة لأي نظام، تساعد على تطويره وتقويته واستدامته، ومن يقف أمام هذه العملية بأي حجة كانت، فهو لا يريد خيراً لا للنظام نفسه ولا للوطن ولا لأبنائه. 

لقد مر وقت طويل منذ إعلان رؤية البحرين 2030 -لم أجدها هنا-، ولا أذكر أنه منذ ذلك الحين جرت مداولات مفتوحة مع المجتمع المدني، تُعطي المواطنين مزيداً من الراحة والأمان، للتعبير عن هواجسهم الاقتصادية، وفي الأزمات تتأكد أهمية السماع قدر الإمكان لأبناء البلد، وإشراكهم قبل توصيات المؤسسات الدولية من بنوك وبيوت خبرة، في رسم الرؤية والمعالجات الاقتصادية، ليس فقط لضمان فاعلية أكبر في التنفيذ، وإنما مخرجات “العصف الذهني الوطني” يُنتج بلا شك أفكاراً وحلول. ولدى البحرين أثمن عنصر في المعادلة الاقتصادية، ليس الألمونيوم، ولا النفط، وبالتأكيد ليس المساعدات الخليجية، والتي لا نعلم إلى متى ستستمر، إنما المواطن المؤهل، الذي أحسنت الحكومة الاستثمار فيه، تعليماً، وتطويراً، وصحة. 

الفكـرة

تشكيل فريق عمل، يتفرغ تحت مظلة أي وزارة أو هيئة معنية بالاقتصاد، مهمته مساعدة العلامات التجارية البحرينية المناسبة للتوسع إقليمياً وعالمياً، لدينا عدد من العلامات التجارية في مختلف القطاعات، أهمها: المطاعم والمأكولات السريعة، المجوهرات، الأزياء، الفنون، المقاهي، وغيرها. بإمكان هذه العلامات إذا ما حصلت على دعم قوي مسنود بقرار سياسي، أن تتوسع وتكون مصدر من مصادر الدخل الوطني، وسوقاً يستوعب أعداد الخريجين المتزايد.

الخدمات التي بإمكان هذه المبادرة تقديمها: الدعم الفني، الخدمات المحاسبية، القانونية، الإعلامية والعلاقات العامة، وخدمات التمويل منخفض الضرائب، أو بدونها، بالإضافة إلى تسخير سفارات الدولة لتوفير كل الخدمات الممكنة لدراسة السوق في العواصم التي تتواجد فيها، وتشبيك هذا الفريق مع المسؤولين هناك (دعم دبلوماسي) لتيسير الحصول على التراخيص المطلوبة. في المقابل تُوظف هذه العلامات البحرينيين، وتدفع نسبة ضريبة عالية على الأرباح.

أقترح أن يتم جرد العلامات التجارية المتميزة، وتصنيفها، ودراستها، ودراسة الأسواق المستهدفة لكل علامة، ومن ثم التشاور مع أصحابها، والتفاوض معهم. ومن الأفضل، عدم الإعلان عن مبادرة من هذا النوع، فهي ليست عملاً خيرياً، أو حملة علاقات عامة لتلميع الصورة، بل خطط وجهود دؤوبة تعمل بصمت وترنو للإنجاز والإنجاز فقط. عمل مثل هذا أنجع للاقتصاد في رأيي من التركيز على التعاقد مع شركات أجنبية لتفتح فروعاً في البحرين مستغلة كثير من التسهيلات.

هذه خربشات فكرة، تحتاج لمن يهمه الأمر أن يرعاها بالنظر والدراسة، وفكرة أخرى، الإعلان عن فتح باب المشاركة للجميع، ليدلو بدلوهم، الاقتصاد بحاجة إلى أفكار، فكيف إذا ما صار تحدياً وطنياً! وأغلب الشركات صاحبة الميزانيات الضخمة اليوم، لم تخرج من عقول فطاحلة الاقتصاد النظري، أو كبار المصرفيين، إنما كانت أفكار أناس عاديين، تحولت إلى قوة اقتصادية.

بعد أن تكلمت عن هذه الفكرة في الانستغرام، أخبرني أحدهم عن شيء مشابه تقدمه تمكين، ولكن بعد أن بحثت قليلاً، رأيت أن الفكرة التي طرحتها تتكلم عن مستوى آخر، بإمكان تمكين تحقيقه إذا ما وُجد القرار السياسي.

نلبي الواجب

شعار جميل وإن كنت أختلف مع مضمونه، لأنه يحمل معنى -وهو مقصود طبعاً- أن من لا يشارك بصوته في الانتخابات فهو مقصر في واجباته تجاه الوطن، وهذا لا شك بأنه غير دقيق.

كلماتي هنا ليست لمراجعة مآلات نظام المجلس النيابي، ومدى فاعليته الحقيقية في حفظ وتعزيز حقوق المواطن وتنمية الوطن -المكتسبات كما يحب البعض تسميتها- ولكنها للمواطنين البحرينيين، المتحمسين للمشاركة والتصويت خاصة.

واجبنا تجاه بحريننا الحبيبة أكبر بكثير من مجرد المشاركة بصوت في الانتخابات، بل إن فعلنا/صوتنا هذا يفقد كل قيمته ومعناه إذا ما اكتفينا به وحده، بل الواجب عزيزي المواطن هو متابعة أداء النائب الذي يمثلك، متابعة أداء المجلس عموماً، والتفاعل مع قضايا الشأن العام بشكل أوسع.

الواجب الذي ينبغي تلبيته حقيقةً بعد مشاركتنا -أو عدمها لا فرق هنا- في الانتخابات هو السعي الحثيث لجعل مجتمعنا أكثر فاعلية وحيوية تجاه القضايا التي تمس حياتنا كمواطنين بشكل مباشر، وأن نساهم جميعاً في صنع القرار أو التأثير في صناعته قدر الإمكان. لا أقول بأن الجميع يجب أن يكونوا ناشطين سياسيين، ولكني أحاول أن أوضح ما هو أوجب إن كان هناك واجب.

تحية لكل الناشطين سواءً المشاركين بصوتهم في الانتخابات هذه أو المقاطعين منهم، وتحية أخرى لمن يُقدّر نشاطهم بالتفاعل والدعم، وتحية أخيرة لمن لا يختزل حب الوطن وحقه من واجبات في صوت انتخابي.

ارتأيت أن أكتب ملاحظتي هذه يوم الانتخابات وليس قبل ذلك، حتى لا يفهم “فهيم” بأني أدعو لمقاطعة الانتخابات، مُجنّد من قبل أعداء فضائيين صفويين كانوا أم عرب، بل عن نفسي لو كنت أستطيع المشاركة لشاركت بصوتي لأني وجدت بين المترشحين من هو أهلاً لتمثيلي في المجلس القادم، ولو أني لم أجد مثله، لن أصوت ولن أطبق مبدأ “اختيار أفضل السيئين” كما يدعو له البعض.

هنا وجهات نظر حول موضوع المشاركة والمقاطعة:

مقالة للكاتبة سوسن الشاعر تدعو للمشاركة طبعاً هنــا

مقال للأخ الفاضل مراد الحايكي يسرد فيها مبررات المقاطعة هنــا

مقالة للكاتب الأستاذ غسان الشهابي، والمعنى بين سطوره هنــا

تطمينات وزير المالية غير مُطمئنة

وزير المالية

نشرت جريدة الأيام الأربعاء الماضي لقاءً مع وزير المالية، تسبق فيه إبتسامة الوزير الواثقة تطمينات صرّح بها، ورغم أن اللقاء كان عبارة عن سرد لعدد من المشاريع بالإضافة إلى كلام إنشائي عام، إلا أن لي تعليقين أود مشاركتكم إياهما.

قال الوزير: “تقلص إسهام قطاع النفط والغاز من %44 عام 2000 إلى %21 عام 2014” !!

وبالعودة للأرقام أنقل لكم هنا ما جاء في ملخص مشروع قانون الميزانية للسنتين 2015 و2016 مع الأرقام المقارنة للسنتين 2013 و2014.

الإيرادات

 أخذت الجدول من المشروع المشار إليه أعلاه، والمنشور في موقع مجلس النواب، وأضفت السطرين الأحمرين لمعرفة نسبة إسهام إجمالي إيرادات النفط والغاز في الميزانية العامة (1)، أو نسبة إسهام صافي تلك الإيرادات في الميزانية (2)، والرقمين أبعد ما يكونان عن الرقم الذي ذكره الوزير.

سيُفسر مُفسر الأرقام تفسيراً آخر لتكون تماماً كما صرح بها الوزير، وأنا درست المحاسبة وعملت قليلاً في هذا المجال، وأعرف كيف يمكن أن تختلف التفسيرات وتختلف الأرقام بناءً على كل تفسير، فيختار صاحب الشأن التفسير الذي يُظهر الرقم الذي يشتهي. ولكن مع عرض الأرقام (المادة الخام) يستطيع الباحث عن المعلومة أن يجدها بعيداً عن مثل هذه المراوغات. إن نسبة إسهام قطاع النفط والغاز أكبر بكثير من التي ذكرها الوزير. من المؤكد أن الوزير استبعد صناعات مرتبطة بهذا القطاع ليوردها تحت بند آخر، ونحن نقول إذا كان الأمر كذلك، فلتنعكس نفس “الحسبة” على الميزانية حتى يكون هناك تناغم بين تصريحات الوزير والأرقام الواردة في الميزانية التي تعدها وزارته.

أمر آخر لفت انتباهي في المقابلة هو قول الوزير: “السياسات الاقتصادية لحكومة المملكة قادرة تماماً على التعامل مع التحدي المرتبط بالدين العام والعجز المالي من خلال تصور متكامل يشمل حزمة من الإجراءات والتدابير“.

وهنا السؤال المهم، أين هو التصور الكامل؟؟!! إذا كان النواب في مجلسي النواب والشورى بُحّت أصواتهم وهم يقولون بأننا بحاجة إلى استراتيجية واضحة للتعامل مع الدين العام الذي قفز إلى أرقام كبيرة جداً، والتي بات من الواضح أنه خطر حقيقي يهدد مستقبل المملكة واستقرارها ليس الاقتصادي فقط بل الاجتماعي والسياسي أيضاً. قد يكون هناك تصوراً واضحاً سيتم تمريره ببصم أعضاء الشورى والنواب شيئاً فشيئاً، أما العرض الكلي الواضح والصريح للتصور، فهذا قد يكون بعيد المنال، لأنه بطبيعة الحال مُربك!

السؤال الأهم، أين رؤية البحرين 2030؟ هل من update عليها؟ مجلس التنمية الاقتصادية.. صباح الخير 🙂

للإطلاع على اللقاء كاملاً: هنــا

تأجيل إعادة توجيه الدعم للحوم

ترحيب بقرار رئيس الوزراء

اترك عنك عزيزي القارئ الإشادات والتطبيل الذي جاء في الخبر أعلاه، ففي تفاصيل الخبر الثاني والمنشور في صحف اليوم تجد تصرح النائب ماجد الماجد:

  • أعضاء مجلس النواب في اللجنة رفضوا استكمال الاجتماع مع الوفد الحكومي، وتم رفع الاجتماع دون الخوض في التفاصيل، حيث أكد النواب للوفد الحكومي أن قرار رفع الدعم عن اللحوم بحاجة لاتفاق مع مجلس النواب.
  • اللجنة ترى أن الوفد الحكومي حضر الاجتماع وأراد أن يفرض سياسة الأمر الواقع على المجلس النيابي، ومن دون التنسيق مع مجلس النواب، كما أن الوفد الحكومي يريد أن يرسل عددا من الوزراء في كل اجتماع ليحدد بنفسه أجندة الاجتماع، دون التشاور مع النواب، وهذا أمر غير مقبول إطلاقا.
  • اللجنة تتساءل عن سبب غياب الوزير المعني برئاسة الوفد الحكومي، ولماذا لا تقوم الحكومة بتحديد انعكاسات العائدات والفوائد وحجم تنمية الإيرادات بما يعود على المواطن مباشرة والحياة المعيشية، وفق دراسة مستفيضة شاملة، وعدم تجزئتها.

تخيلوا.. موضوع كبير مثل إعادة توجيه الدعم الحكومي للحوم، كانت تنوي الحكومة أن تمرره سلامٌ سلام بدون مشاورة الشعب (البرلمان هنا) !!

إن التأجيل كان أمرٌ لا بد منه، وواجب السلطة التنفيذية أن ترجع للسلطة التشريعية وتتشاور معها، خاصة في أمر كهذا يمس حياة المواطنين بشكل مباشر. نقول هو واجب وليس تفضُلاً، ويجب أن تعي السلطة التنفيذية ذلك، وأن تتأقلم عليه.

أعزائنا المحترمين في السلطة التنفيذية، سياسة “اشفهمكم”.. و”نجوف شي ما تجوفونه”.. يجب أن تنتهي، واستمرار تعاملكم بهذه “الفوقية” مع الشعب أمر يدعو للخجل في ظل التصريحات الرنانة حول الديمقراطية التي نعيش!

نشكر هنا النواب الذين رفضوا عقد الاجتماع.

hgk,hf النواب يرفضون

البحرين.. الدعم الحكومي والسخط الشعبي

IMG-20150531-WA0047

أحمد الحربان – العربي الجديد:

ليس عيباً أن تُراجع دولة ذات موارد دخل محدودة سياسات الدعم الحكومي لديها، سواء لبعض المواد الغذائية أو لمشتقات البترول. فشد الحزام آتٍ قريباً كان أو بعيداً، والرفاهية المتوفرة في معظم دول الخليج لن تدوم إلى ما لا نهاية، خاصة وأن هذه الدول لم تُنوّع حتى اﻵن مصادر دخلها بما يتناسب وتحديات تقلبات أسعار سوق النفط، فضلاً عن الاستعداد لمواجهة شبح انقراضه.

ولكن اﻹقدام على مثل هذه الخطوة الحساسة، والتي تمس بشكل مباشر رفاهية الشعب وبالتالي، وبشكل مباشر ومنطقي أيضاً، مستوى رضاه عن نظامه الحاكم، يجب أن تكون بالتدريج وبتوفير حلول تخفف من وطئة تبعاتها، كما يجب أن تُطرح وتُدرس المسألة بكل شفافية مع الشعب من خلال مختلف الوسائل، ﻹشراكهم في اتخاذ مثل هذه القرارات الوطنية، فاﻹقدام على مثل هذه الخطوة فيها تضحية من الجميع، نعم تضحية، مهما أكد المسؤلون على أن المسألة مجرد إعادة توجيه الدعم فقط وليس رفعه، فالاقتصاد بطبيعته مُعَقّد، والنتائج المترتبة على تطبيق أي سياسات جديدة بعضها معلوم وبعضها غير معلوم، ولا تظهر إلا بعد التطبيق.

تضج البحرين اليوم بموضوع رفع الدعم عن اللحوم، وبسبب الآلية المقترحة من قبل الحكومة (توجيه الدعم بمبلغ رمزي يُدفع شهرياً أو سنوياً لكل مواطن)، وتزامن طرحه مع موعد إقرار الميزانية العامة في مجلس النواب، هناك رأي عام لدى المواطنين في أن الأمر مجرد  ابتزاز للمجلس ليُمرر الميزانية كما تشتهي الحكومة. رغم ذلك فهناك من يرى في أنها تهيئة لسنوات عجاف قادمة، خاصة وأن الحكومة لم تكف حديثها عن تكلفة دعم الكهرباء والماء.

موضوع إعادة توجيه الدعم الحكومي، أو رفعه، لا يتجزأ عن موضوع عام يُعتبر الخوض في تفاصيله من المحرمات تقريباً، ألا وهو موضوع المال العام، تعريفه، مصادره، أوجه صرفه، الرقابة عليه، مخالفة المتسببين في إهداره أو السرقة منه، هذا الموضوع كامل لا يتجزأ. وعندما أقول هنا “تفاصيل” لأن هناك معلومات وأرقام موجودة وتُعرض على مُمثلي الشعب، ولكن من يستطيع أن يسأل عن، أو يدقق على، صحة هذه اﻷرقام؟ شخصياً لا أثق في دقة أي رقم في هذه الموازنات.

هذا لا يعني بطبيعة الحال دعوة إلى عدم التعاطي مع ما هو متوفر من معلومات، فهي رغم قلتها، أو كثرتها وضعف دقتها، إلا أنها توفّر مساحة لاجتهاد العاملين في الشأن العام.

ما يُغيض الشعب البحريني اليوم هو أنه كان ولا زال ينتظر زيادةً في الرواتب، وحلاً جذرياً لمشكلة اﻹسكان المتفاقمة، فيتفاجئ بأن شد الحزام لاح في أفقه القريب، في الوقت الذي يصدر فيه ديوان الرقابة المالية التقارير عام بعد عام، لا يمل عن كشف المخالفات دون أن يُسمع عن محاسبة رادعة، تتناسب والشح المُعلن عنه في موارد الدولة.

رفع الدعم أو إعادة توجيهه، ومستوى رفاهية الشعب، ومدى رضا هذا الشعب عن نظامه الحاكم، ثلاثية مترابطة لا يمكن فصل واحدة منها عن اﻷخرى، فلا تستغرب إن قارن فقير في أحد أحياء المحرق أو على شاطئ سترة ارتفاع أسعار اللحم أو البنزين بقيمة علف خيول سباقات القدرة أو تكلفة تنظيم بعض اﻷحداث الرياضية أو الثقافية، أو ما يحصله أبناء بعض العوائل دون سواهم من مخصصات  شهرية، ﻷن اﻷمر كذلك، مترابط في فهم المواطن البسيط والاقتصادي الصادق!

رابط المقال في موقع العربي الجديد: هنــا

ما هكذا تورد المطالب يا العسومي

انتشرت مداخلتين لنائبين محترمين في مجلس النواب حول موضوع إعادة توجيه الدعم للحوم في البحرين، واحدة لمحمد العمادي والثانية لعادل العسومي.

عبارات جميلة قالها العسومي في مداخلته: “كل الوزراء التزموا أن لن يتم المساس بالدعم إلا بعد التوافق معنا، ما توافقتوا معانا.. هل انتوا ما تحترمون كلمتكم؟ هل انتوا ما تحترمون المجلس؟.. تعرفون البحريني شلون يمشي أموره لي نهاية الشهر؟ تعرفون البحريني لين يوصل تاريخ ٢٣-٢٤ تعرفون شلون قاعد يعيش؟ تعرفون عيال شلون عايشه؟ احنا لازم نرفع من شأن المواطن البحريني.. نقول للحكومة نصيحة، توافقكم مع المجلس في موضوع الدعم هو اتجاهكم للقرار الصحيح.. نتفاجئ بدون لحد يدري تصريح لمجلس الوزراء وقف الدعم إعادة توجيه دعم اللحوم”..

ويواصل: “هل الدين العام صار ﻷننا نصرف على المواطنين؟ لا مشاريع عدله.. لا بنية تحتية عدله.. لا الناس مرتاحة.. لا رواتب عدله.. يا جماعة يا حكومة.. المواطن يجب أن نهتم فيه.. إذا الشعب ما ارتاح محد بيرتاح في هذا البلد..”.

 

كل هذه الحرقة جميلة ومطلوبة، لكنها في رأيي “تفركشت” مع آخر عبارة قالها النائب قبل أن يغلق المايكرفون:

“كلنا نأمل في سمو رئيس الوزراء أنه راح يكون له الكلمة اﻷخيرة مثل ما كانت في مواضيع سابقة”.

خلاص عيل، نسكر مجلس النواب، ونكفي البحرين شر الانتخابات ومصاريفها، ونتوجه لمجلس سمو الرئيس الوزراء حفظه الله المفتوح بشكل دوري، ليتدخل بكلمته اﻷخيرة ويحل المواضيع!

هنا المعضلة الحقيقية، نوابنا وإن أرادوا اﻹصلاح، فإنهم يطلبونه باسترجاء ليتفضل به عليهم رئيس سلطة أخرى، من المفترض أن يكون مهمتها تنفيذ أوامرهم والالتزام بتشريعاتهم.

لعله مع تطور التجربة، وفي زمن أجيال قادمة، سنتجاوز هذه التبعية المغلفة بالاحترام للسلطة التنفيذية أو أي جهة أخرى في البلد، وسيُصبح المجلس مجلساً مستقلاً يعرف مكانته ووزنه ويصدح بما يأمر بعيداً عن أسلوب الاسترجاء واستنجاد التدخل.

من المهم جداً أن أبين هنا بأنه لا شيء شخصي بيني وبين النائب عادل العسومي، وعلاقتي بالرجل طيبة ومحترمة، ولكن ملاحظة رأيت أنها مهمة ومن غير المناسب الامتناع عن كتابتها، خاصةً وأن الناس طارت بالفيديو على أساس أنها مداخلة “تبرّد” القلب.

مداخلة النائب محمد العمادي:

 

شكراً فودافون قطر

يسعدني أن أخبركم بأن فودافون قطر قد تجاوبت بشكل إيجابي مع ما أثرته قبل يومين هنا، وفي تويتر والانستغرام، حول الإعلان الذي فيه إهانة للأم ومكانتها حسب رأيي. فقد قاموا بسحب الإعلان من صالات السينما، ومن اليوتيوب أيضاً. وكان هذا ردهم:

شكراً فودافون قطر، وشكراً لكل من تفاعل مع الموضوع 🙂

حضور الوالده ليس “مب فلّه” يا فودافون قطر !

رغم كثرة ارتيادي للسينما في قطر، إلا أني ليلة البارحة، وربما لأني لم أكن مشغولاً بالجوال، أول مرة أنتبه لمحتوى إعلان فودافون ضمن الإعلانات المعروضة قبل عرض الفيلم، والذي يروج لباقة “فلّه”.

بصراحة وباختصار، لقد استأت جداً من المحتوى، فقد أهان الإعلان في بعض ثوانيه بمكانة الأم. نعم أهان بمكانة الأم، وأرسل رسالة غير طيبة أبداً للشباب الذي يستهدفهم (دون 24 سنة)، ولا أدري كيف مر على إدارة الشبكة، وأي إدارة أخرى في وزارة التجارة لها علاقة بمراجعة محتوى الإعلانات قبل نشرها!

Screenshot_2015-05-18-09-18-12-01

يُظهر الإعلان (عند الثانية السادسة عشر) شاباً يرمي كرة البولينج، وبعد أن يلتفت ليحتفل برميته، يقف مُحرجاً كون أمه فقط من تحمست ووقفت لتشجعه. ويقول التعليق الصوتي: “فلّه لما تكون مقطّع الكل في البولينج. -وبنبرة تشي باستحياء- بس مب فلّه إن الجمهور يكون الوالدة وبس”. أن يكون جمهورك هو أمك فقط التي أتت لتشجيعك هو أمر يدعو للاستحياء والخجل، بعبارة أدق وباللغة المستخدمة في الإعلان نفسه “شيء يفشّل”. هكذا صوّر الإعلان الأمر! والترجمة الانجليزية كانت أسوأ كما تجدون في الصورة أعلاه.

أعزائي في فودافون قطر، اعلموا أن “الوالده” وحضورها وتشجيعها هو “الفله”، ولا يقلل من “فلالة” الأمر عدم حضور غيرها فضلاً عن أن ينفيه، يُغني تشجيعها عن كل تشجيع. هذه القيمة يجب أن تُغرس في الشباب لا العكس. إدخال الأم في مقارنة مقرونة بوصف “مب فلّه” فيه شيء من عدم التأدب معها ومع مكانتها. آسف على هذا وأنا متأكد أنكم لم تنتبهوا للأمر رغم وضوحه.

يوماً ما عندما كنت لاعباً لكرة الطاولة، كان لاتصال أمي بعد المباراة وسؤالها عن النتيجة وفرحتها المتواضعة إذا ما فزت، كان له أبلغ الأثر في نفسي، فكيف لو أنها حضرت المباراة وشجعتني؟!

الأعزاء في فودافون قطر، من المستحسن أن تحذفوا هذه الثواني من الإعلان، أو أن تكتفوا بالإعلان الثاني لنفس الحملة الترويجية، كرامةً لأمهاتنا وأمهاتكم.

تحياتي.

الإعلان:

القانون يُنهي التسويق الشبكي في البحرين

 Simple organizational structure

كُنتُ في أمسٍ بعيد أشبّهُ الشباب المتورطين في “التسويق الهرمي” بالفامبايرز![1] ووجه التشبيه هو سعيهم الدؤوب في نشر عدوى التورّط في هذا النوع من التجارة، إلا أن الفامبايرز كانوا يتخفون في الكهوف المظلمة، بينما هؤلاء اتخذوا من المقاهي (كوستا في أغلب الأحيان) مكاناً لاجتماعاتهم وعرض مشاريعهم على الآخرين. وقد اختفت هذه الموضة عن البحرين لمدةٍ طويلة، إلى أن تورط وزير سابق في إحدى شركاتها، وقرر أن يؤسس لشبكتها العالمية فرعاً في البحرين، فاستعان بمدرب مرموق لا تنقصه الحجة وقوة الإقناع ليُسهّل له ذلك. اختلف هذه المرة شكل التجارة فقط، وظل نفس الجوهر، وأقنعوا عدداً لا يُستهان به من الشباب، وبقية القصة معروفة للجميع.

كنت واثقاً بأن نهاية الموضوع ستكون كسابقتها، موضة وتنتهي، إلا أن البحرين، وعبر قرار من وزير الصناعة والتجارة، حظرتها قبل أيام بالقانون، لتضع نقطة نهاية الفصل الأخير لهذه التجارة.

B9_K5cWCUAAVmnI

اليوم، وبعد أن منعت البحرين التسويق الشبكي/الهرمي، أقترح جاداً على الشباب الذين تورطوا في هذا النشاط، أن يعقدوا اجتماعاتٍ مطولة وورش عمل متواصلة، ليُبادروا بأفكار مشاريع اقتصادية حقيقية، وبالإمكان أن تُسهل عليهم الشبكة التي تربطهم ابتكار الأفكار التمويلية للمشاريع المُقترحة، وأن يُباشروا بعدها بالتنفيذ على أرض الواقع. فما اكتسبوه من خبرة خلال الفترة الماضية، وقدرة على عقد الاجتماعات والاقناع وعرض الأفكار، تؤهلهم ليُصبحوا روّاد أعمال حقيقين. وليثقوا بأنهم سيشعروا بمتعة أكبر بكثير من تلك التي كانت تجتاحهم وهم يصعدون مسرحاً في بلد آسيوي بعيد وسط تصفيق -مدفوع الأجر- مهول!

وأقول للرجلين المحترمين الذين ورّطوا شبابنا في مثل هذا النوع من النشاط التجاري؛ بادروا أنتما بتنفيذ المقترح،  فأنتما تملكان ما يكفي من الخبرات والعلاقات التي بإمكانكما استثمارها، وبالتعاون مع الشباب الذين دخلوا في شبكتكم التسويقية، تستطيعون بإذن الله تأسيس مشاريع اقتصادية حقيقية على أرض البحرين، تستفيدون منها جميعاً، وتُفيدون من خلالها الاقتصاد الوطني.

في الختام، أرجو من وزارات الصناعة في دول الخليج أن تحذو حذو البحرين في قرارها.

 خدعة الأرباح في التسويق الشبكي/ الهرمي

[1] من المهم جداً أن أبين هنا بأني أحترم جداً، رغم تشبيهي، الشباب الذين تورطوا في هذه التجارة، وأكن لهم صادقاً كل المودة والاحترام