قانون التنصت الأميركي.. إجراءات احتياطية

في ديسمبر 2005 قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سمح لعملاء أجهزة الأمن بالتجسس على أفراد في الولايات المتحدة دون الحصول على موافقة من المحكمة، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر. وكان القانون الأميركي حينها يتطلب عادة موافقة محكمة سرية، تعرف باسم محكمة مراقبة الاستخبارات الأجنبية، قبل قيام الأجهزة الأمنية بعمليات مراقبة على الأراضي الأمريكية.
وبعد يوم أقر الرئيس الأميركي ما نشرته الجريدة، وفي دفاعه عن التنصت داخل الولايات المتحدة قال بوش: "لا بد أن تفهموا وآمل أن يفهم الشعب الأمريكي أن هناك عدواً يود مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو عدو خطير جداً."
يقول مايكل موور في كتابه (أيها المتأنق.. ماذا حل ببلادي): "لمَ بلغت حكومتنا هذا الحد السخيف لتقنعنا بأننا في خطر؟ والجواب ليس سوى رغبة أكيدة منهم بحكم العالم، بدءاً بالسيطرة علينا، ومن ثم، حملنا على تأييد جهودهم للهيمنة على بقية الكوكب… فهم يعلمون أن الأمريكيين الحقيقيين لا يرغبون بالسيطرة على أحد، لذا عليهم إقناعنا بعكس ذلك من خلال الذعر" ويضيف، رابطاً سياسة التخويف بموضوع التنصت: "ولضمان استمرارية الحرب اللامتناهية ، يحتاجون إلى هلعٍ لا متناهٍ، هلع لا يمكن نشره بشكل لا محدود إلا من خلال تجريدنا من حقوقنا المدنية الأساسية" يقصد موور التجريد من الخصوصية.
قبل أيام قليلة، وافق الكونجرس الأميركي، بمجلسيه، النواب والشيوخ على مشروع قانون للتنصت كان الرئيس بوش قد تقدَّم به ويسمح للحكومة بالتنصت على الأجانب الذين يجرون اتصالات عبر الولايات المتحدة. وسيسمح القانون الجديد للإدارة الأمريكية بالتنصت على الاتصالات التي تجرى عبر أمريكا سواء الهاتفية أو اتصالات الانترنت للأجانب المشتبهين دون موافقة مسبقة من القضاء.
من المسلم به لدى عموم الناس أن المخابرات الدولية، وحتى المحلية، بإمكانها التنصت على مكالماتنا الهاتفية، ورسائلنا الالكترونية، ولكن الجديد في الموضوع، أن هناك، في السابق، من يقف حائطاً منيعاً أمام التمادي في مثل هذه العمليات لانتهاكها لخصوصية الأفراد، والتدخل في حياتهم الشخصية، فاشترطوا ضوابط، كالرجوع إلى القضاء، أما اليوم، ففي دولة الحقوق والحريات الشخصية، وبعد نجاح سياسة التخويف، يوافق الأميركيون، أغلبهم على الأقل، على إجراء هذه العمليات، دون ضوابط محددة سوى "الاشتباه"، بعبارة أخرى، بشكل عشوائي ومفرط، مضحين بخصوصيتهم! وفي عالمنا الرقمي، لدرجة لا يمكن تصورها.
ما يهمني في الموضوع، هو أني سأسافر بإذن الله بعد أيام قليلة إلى الولايات المتحدة، وبعد الموافقة على القانون -وكأن الأمر كان مختلفاً في السابق!- فمن المحتمل أن يتم التنصت على مكالماتي الهاتفية البريئة، أو التجسس على رسائلي الالكترونية اللطيفة. فأطلب من جميع الأخوة والأخوات، وبرجاء حار: لا ترسلوا لي خلال هذه الفترة "إيميلاً دعوياً"، أو نصاً قرآنياً أو نبوياً يتعلق من قريب أو بعيد بالجهاد، أو الولاء والبراء، والأفضل أن لا ترسلوا لي أي نص! ولا أريد أن أرى تلك الصور التي تنتشر بكثرة "بالإيميل" لضحايا حرب السلام التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان أو العراق، أولئك القوم الذين لم يرتضوا الحرية والديمقراطية، والعدل والسلام العالميين، وما ذنبي أنا أنهم لم يرتضوها لترسلوا صورهم لي؟! وأيضاً لا أريد أن أستقبل صور أبناء القتلى بدموعهم، أو صور زوجاتهم وهن يبكين فراق أزواجهن، فهؤلاء ليسوا سوى أطفال وزوجات لإرهابيين، يا لتعاسة قدرهم!
ولا يتفاجئ من أعرفه إذا أرسل لي شيئاً من ذلك، أو من هذا القبيل، أن يتلقى ردي: WHO ARE YOU ؟؟!!
قبل أن أنسى، هناك محظور آخر، "عطوني" إجازة عن سماع الأناشيد، خاصة "الحماسية"، تدرون.. لإبعاد الشبهة، أرسلوا لي أغاني، نعم أغاني، لا تستغربون، فالموسيقى ليست بحرام وبتنا نستخدمها –دون خجل طبعاً- في أناشيدنا، وليس هناك دليل على عورة صوت المرأة، فلا بأس أيضاً أن تكون الأغاني لمطربات!
ورجاء آخر، "لحد يطلع فيها"، ويفكر في مزحة ثقيلة، ويرسل لي معلومات وبيانات وأوامر وصور وخرائط باستخدام Google Earth، ويختمها بـ (نلتقي في الجنة)، ترى ما فيني شدّة!! وكما تعلمون، في هذه الأمور، لا قانون يحمي في دولة القانون، ولا حقوق ولا هم يحزنون، ويا ليت من إلى أبوابهم يحجون، باسم المعارضة الوطنية يطبلون، ليتهم يدركون، أنهم إلى شريعة الغاب يذهبون!
في الحقيقة، قائمة الممنوعات تطول، ولكن حسبي ما ذكرت، وأنتم أعلم بالباقي. وسأكون شاكر للذكي، الذي يود إبعاد الشبهة عن أخيه قدر الإمكان، فيرسل لي رسائل تأييد للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وعبارات منددة بالمقاومة العراقية، وأخرى مبجلة برسول الحرية، و"حركة حلوة" أن يرفق مع الرسالة صورة لجنود أميركيين في العراق مكتوب عليها (You Most Welcome)، من يفعلها له "صوغة" خاصة!
أخيراً، لأتفادى الفضائح الأخلاقية، التي قد تُستخدم من قبل جهات، بعد أن تحصل عليها الأخيرة من الـ CIA، بعد 25 سنة، من يدري؟! عن شاب كان يدّعي التدين! فسأكون مضطراً لكتابة (I Love USA) بدلاً من (I Love U) !! فأرجو ممن يهمهم الأمر التنبه لذلك!!
 
_______________
العبارات الإخبارية كلها من موقع BBC العربية

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

19 تعليقا على “قانون التنصت الأميركي.. إجراءات احتياطية”

  1. يا رجل لا تخاف

    دعواتنا لك وإن شاء الله ترجع بالسلامة

    متى السفر إن شاء الله وعلى أي ولاية

    يمكن أقدر أفيدك
    ; )

    زوج خالتك

  2. تروح و ترجع لنا بالسلامة

    ميسر و موفق ان شاء الله

    > 😉

    اختك..
    همس الروح

  3. ماقصرت على التنبيه يا اخوي…
    بس الخوف حتى البلوق هني يقرونه وصايدينك صيده هههههههههههههههه
    الله يوفقك ان شاء الله و ييسر لك امورك

  4. عزيزي “زوج خالي”..
    الأخ “المجهول” الأخير..

    لا هو خوف.. ولا هي دعوة للتقية..

    هذي يسمونه
    اممممم
    ما اعرف.. يمكن يسمونه “مقال ساخر” !!

    يعطيكم العافيــــة 🙂

  5. هههههههههههههههههه

    انا اول واحد بيسوي فيك الدقة

    بعدها باطرش لك ” مسامحة اتغشمر”

    جود فات الفوت

    ولبسوك البرتغالي

    الله يحفظك ويسر امرك يا خوي

    خالد البلوشي

  6. أقسم بالله العظيم
    أقسم بالله العظيم
    أقسم بالله العظيم

    أني ما بطرش لك ايميل الا اني اسأل عنك فيه

    اخاف احد يطرش لك ويبلشني

  7. هههههههههههههههه

    ذبحتني من الضحك يا خالد !!

    تسلم على التعليق 🙂

  8. احسنت اخي
    مقالتك ساخرة..لأن الكتابة الساخرة هي التي تبكيك حد الضحك، وتضحكك حد البكاء على ما وصل اليه حالنا…أتمنى لك رحلة موفقة آمنة ، ومن الطبيعي جداً ان تخضع للمراقبة والمتابعة ليس لكونك مسلما او عربيا أو شرق أوسطي، بل لأن جميع هؤلاء مشتبه بهم حتى يثبت العكس ..وما انصحك به ان تكون معتدلاً في كل شيء وهذا هو جوهر الإسلام الحقيقي، وتذكر أنك على ثغرة من ثغر الأسلام فلا يؤتين من قبلك..رحلة سعيدة ووقاك الله من شرورهم وسوء نياتهم
    عمر العزبي/ مدونة وجوه وأقنعة

  9. تروح بعون الله وإن شاء ما تواجه مشاكل, وكأي مسلم لازم تق=توقع شوي مني ومنك هناك.والله يوفقكوالحال التي ذكرتها حالنا من زمن ولا كنها بدل أن تصبح مستترة أصبحت مصرحةوالله المعين

  10. أحسنت .. ولكنك رايح فيها مهما فعلت وهم يلمون أنك لم تفعل شيئآ لأنهم الفاعلون الحقيقيون وما يريدونه هو متهم مثلك !

  11. الله يوفقك اخوي ويسر امورك ان شاء للخير
    بس والله خايفه عليه انصحك تسوي روحك سيكي للتمويه هههههههههههههه
    تروح وترجع بالسلامه ان شاء الله

    شيخة الرفاع

  12. سخريتك من سيدة العالم رائعة ، ولكن انصحك قبل ان تسافر ان تحلق لحيتك لانها اتخوف
    ولا تنسى ان تلبس الجينز ،تروح وتعود بسلامة .

  13. ابالجهاد أو الولاء والبراء .. يفترض بكـ أن تبتعد عن الشبهات ياعزيزي ..
    لإن جهاد اليوم ليس جهاد وولاءهم وبراءهم ماهو إلا كذب وزيف .. فلا تصدق أن شعاراتهم
    هذه من الدين ..

    كل الود

  14. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تروح وترجع بالسلامة يالشيخ ..
    حفظك الله من كل مكروهٍ وخطر ..

  15. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وفقك الله يا أحمد ، ونسأل الله أن يحفظك ..
    وتذكر إن من كان مع الله كان الله معه ..

  16. أخي العزيز احمد
    اتمنى لك رحلة موفقة لبلاد العم او الخال او …..(سام) !!! داعيا المولى عز وجل ان يردك سالما بس لا تنسى اتحاول تستفيد من ذهابك من ناحية تطوير نفسك والاطلاع على التجارب وبالتالي نقل هذه الاستفادة الى الاخرين بعد رجوعك باذن الله.

اترك رد