الثرثرة أنفع من الصمت أحياناً

صورة

من قال أن الصمت سترٌ وأن الكلامَ فضحٌ؟! العكس هو الصحيح في أحيانٍ كثيرة.

جرب كُن صامتاً، وسترى أصدقائك يتسائلون عن سبب صمتك، ويُفتشون في عينيك عن سر هذا الصمت، ومنهم من قد يسأل هنا وهناك مستطلعاً أخبارك لمعرفة تغير حالك، فما دمت تستطيع الكلام فالسكوت لفترة طويلة ليس أصلاً، إنه أمرٌ مُستغرب يستثير من أعتادوا على مخالطتك وعلى أحاديثك.

***

إذا كان لديك سراً لا تود الإفصاح عنه، أو هماً ترى من الحكمة كتمانه، فأجعل من حديثك مع الآخرين سداً منيعاً لبلوغه!

كيف ذلك؟

ما دامت عيناك، نافذتا روحك، مفتوحتان، فمن الأسلم لك إذا لم تكن وحيداً، أن لا تجعل فمك مغلقاً، لأن عيناك ستتكفلان بالحديث، وهناك من يُتقن قراءة العيون.

لن تستطيع أن تخفي ما تقوله عيناك، خصوصاً أمام من يعرفك جيداً، ولكن ربما –أقول ربما- تستطيع أن تشتت انتباهه بالحديث في موضوعٍ إثر موضوع. لذا من المهم أن تتعلم كيف تُثرثر في الوقت الذي لا ترغب في ذلك أبداً، عندما تشعر بأنك مخنوق أو أن غصةً تمنعك من مجرد النطق. فعلُ ذلك ليس سهلاً، بل كالمشي على الشوك، وكالصبر على بكاء طفلٍ مُزعج، لأنه مرات يكون مؤلماً، ومرات يحتاج إلى بالٍ طويل، وطويل جداً.

تذكر، صمتك لن يحميك.. فالصمتُ أبلغ حديث، فكيف يكونُ ساتراً ؟!

***

من يقرأ العيون جيداً تتكشف أمامه أسرار كثيرة، بعضها يود لو أنها لم تتكشّف.

***

إذا رأيت صديقك يُكثر الثرثرة، على غير عادته، فاسأله: هل هناك ما يشغلك وتود أن تبوح به ؟

***

ما أخشاه الآن هو أن تجتهد زوجتي، بعد قراءة هذا المقال، في سبر عيناي كلما رمتُ صامتاً، وأن تقتلها الوساوسُ كلما أنطلقتُ مُثرثراً !

زوجتي العزيزة.. إنها مجرد خاطرة لا أكثر ولا أقل.

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

3 تعليقات على “الثرثرة أنفع من الصمت أحياناً”

  1. عندما تحب أحدهم بحجم السماء ، تخاف عليه بنفس الحجم! تعيذهُ بكلمات الله التامات من شر ماخلق و من شر نفس المحب و الحبيب على حدٍ سواء.
    قد أسبر في عينيك “الجميلتين” و يقتلني الوسواس عند ثرثرتك، قد احاول بعثرة أفكاري و احتلال أفكارك .. كل هذا الجنون، لأني أُحبك 🙂

اترك رد