مع المظهر اللائق.. ضد التخلف

شكرا مجلس أمناء جامعة البحرين على إقراركم قانونا ينظم الملبس والمظهر الذي يجب أن يكون عليه طلبة الجامعة، وما ذاك إلا لحرصكم على دفع عملية التعليم الجامعي بجامعتنا الوطنية إلى الأمام، وكل الطلبة "وحتى لا يزعل المعارضون لنقل 99.9من الطلبة" يؤيدون قراركم المبارك، واسمحوا لنا أن نعاتبكم قليلا بتأخركم في إصدار هذا القانون الأكثر من مهم والذي له صلة بمخرجات التعليم وجودتها، ولا يدرك ذلك إلا العاقلون.
 
صحيح أنه لن توجد تلك البيئة التعليمية المثالية بمجرد إقرار قانون كهذا، ولن نستطيع أصلا خلق تلك البيئة ما دامت هناك خلطة بين الرجال والنساء، مهما فعلنا ما فعلنا، وهذا ما أدركه الغرب فسعى لإيجاد معاهد وجامعات تفصل بين الجنسين، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله. وحقيقة الأمر، إنه لمن المؤسف أن نحتاج في مجتمع مسلم محافظ لقانون ينظم لأفراده ما يلبسون، ولكن ما باليد حيلة في ظل وجود عدد قليل من الأفراد لا يعيشون بفطرة سوية ولا منطق سليم، فلا حياء ولا عفة!
 
إن الغالبية العظمى من طالبات الجامعة يحتشمن في لباسهن، أقول ذلك حتى لا يتهمني البعض بأني أصور الجامعة وكأنها نادٍ ليلي، إلا أن القلة القليلة التي لا تستحي من عيون الله فضلا عن عيون الناس ظاهرة ولها تأثير "والتفاحة الخايسه تخيس التفاح كله"، وليس المقام لسرد المشاهد التي نراها في الجامعة، ولا ينكر بروزها وتأثيرها إلا مكابر. قلت "المشاهد" ولم أقل "القصص والحكايات" لأننا نتكلم عما يخص القانون وهو الظاهر من مظهر وملبس، وإلا فالقصص عديدة سواء من بعض السافرات أو للأسف من بعض المحتشمات ظاهريا، وجلسة واحدة مع أحد رجال الأمن توفر للقارئ عناء البحث في هذه المصيبة.
 
 وكما أعتاد المجتمع البحريني الكريم كلما ظهرت دعوة طيبة مباركة تريد الإصلاح والتطوير، اعتاد على أن تظهر فيه ردود أفعال قلة قليلة من أبناء جلدتنا، ولولا أنهم مخدومون إعلاميا لما وصلت إلينا رائحة مستنقعات أفكارهم الآسنة، أو تأثرنا بفضلات منطقهم البالي، قلة قليلة، لم يتأدبوا بآداب الإسلام، ولم يبصروا بنوره "ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور"، متخلفون متحجرون، يريدون أن يعيدونا إلى العصور المتحجرة، تلك العصور التي كان يعيشها بنو آدم في ظلام دامس، قبل أن يمن الله عليهم بنور الإسلام، حينما كانت المرأة تطوف حول البيت وهي عارية، كما تفعل النساء الآن في صالات عرض الأزياء في الغرب.
 
فخرج لنا أحدهم، الذي طالما تستر خلف بلاغته في نظم أبياته التي استخدمها كثيرا في محاربة دين الله، كتب مقالا ينتقد فيه مجلس أمناء الجامعة متناسيا فضل أعضائه ومكانتهم العلمية، ووصف فيه القانون بأنه "أحد القوانين الطالبانية"!! هذا هو منطقهم، عارٍ عن أية حجة  "عقلية كانت أم شرعية".. إنما إفلاس وشعارات خاوية، ألا فليعلم أصلحه الله أن البلاغة ألجمت بالبيان، من حجة وبرهان، آية من كتاب الرحمن، أو حديث لرسول الإنس والجان، لا ثرثرة وهذيان!
 
وشارك آخرون في تسطير موقفهم "المُشَرّف" بمعارضتهم لإقرار القانون، فأظهروا خوفهم على الحريات الشخصية من خلال تصريحاتهم في الجرائد! إذا كان وضع حد للباس لا يمكن تجاوزه يعد مصادرة لحريات الآخرين فأترك المجال رحبا للقارئ الكريم ليتخيل الحال الذي سنصل إليه إذا ما طبقنا الحرية "وبكلمة أدق: الفوضى" التي يطالبون بها؟!
 
ويا لها من قلة أدب حينما تعلن إحداهن في الجرائد رفضها لهذا القرار حرصا منها على الحرية الشخصية وعلى طبيعة نظرة المجتمع للمرأة –زعمت- وكأن لسان حالها يقول: "خلونا نتفصخ براحة يا جماعة!".
 
نعم، الحرية ضرورية ومطلوبة، بل هي الطريق إلى سعادة الإنسان وازدهار المجتمع، ولكن شتان بين الحرية والفوضى، وحريتنا قد من الله بها علينا بهذا الدين العظيم، قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف 158) فجاء الإسلام لوضع الإصر والأغلال لا لمصادرة الحريات كما يفتري البعض. فالحرية تتمثل في عبادة الله وامتثال أوامره، لا بحبس النفس في أغلال المعصية والتبرج والسفور.
 
ولجني ثمار هذا القرار يبقى الأمر مرتهنا بواقع تطبيقه، ونتمنى من الجامعة أن تخول الكادر الأكاديمي بمنع كل طالب وطالبة من دخول قاعة المحاضرة إذا لم يكن ملتزما بالمظهر اللائق، فإن هذا المكان للتعلم والتعليم وله احترامه، وليس دارا لعرض الأزياء. وتخول الأمن أيضا بطرد كل من لم يلتزم بالزي المناسب، هكذا وهكذا فقط سنحد من التفسخ والانفلات في قضية الملبس، لا بفتح لجان التحقيق وتوجيه الإنذار تلو الآخر حتى يتخرج الطالب المخالف دون أن يلتزم بمظهره يوما واحدا! كما ونطالب إخواننا أعضاء مجلس الطلبة، بل من جميع الطلبة الشرفاء أن يؤيدوا هذا القرار بمراقبتهم للتجاوزات والتبليغ عنها، والسعي الجاد لضمان تأديب المخالفين من قبل إدارة الجامعة.
 

 في النهاية نؤكد أهمية معالجة ظاهرة حدة السفور في الجامعة بالطرق التربوية الصحيحة، فإن القانون ما وجد إلا لوضع حد فاصل، وتبقى مسألة الأخذ بيد المخالفين، وإرشادهم إلى ما فيه مصلحتهم في الدنيا والآخرة ومصلحة المجتمع، هو التحدي الذي يواجه المرشدات "المؤهلات" تربويا وعلميا، وفي نظرتي الشخصية فإن هذه المسؤولية أهم مسئوليات عمادة شؤون الطلبة.

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

7 تعليقات على “مع المظهر اللائق.. ضد التخلف”

  1. السلام عليكم
    انا اسمي سلوى من فلسطين المحتله, ” تحيه لاحمد” وبقدم شكر كثير على طرحو لموضوع القرار. انا كفتاه تعيش داخل اسرائيل في دوله تعتبر دوله متحرره الى ابعد الحدود ولن ابالغ ادا قارنتها بدول اوروبا وطبعا من نواحي كثيره لكن انا اتكلم خصيصا من ناحيه الحياه اليوميه, من ملبس ,حريه ان كان في الاراء او نمط الحياه وانا ادرس في جامعه عبريه وعدد الطلاب اليهود فيها 19000 الف طالب وعدد العرب 1000, ولكن مع كل هدا نجد الطابع المحافظ في اللبس او التصرفات يغلب على الطلاب العرب مع انه الاختلاط باليهود شئ يمكنه قلب الموازين. لدلك اعتقد انه انتم ايها الطلاب في جامعه البحرين لا تختلطون بجنسيات اجنبيه خلال الدراسه ” حسب معرفتي” لدلك اعتقد ان عامل التأثير معدوم في داخل الجامعه. وهنا يدخل العامل الخارجي , ادا كان الموضه ,التلفاز, او تقليد اعمى للغرب. من ناحيه الاديان فكل الاديان تمنع اللباس الغير محتشم حتى الديانه اليهوديه. لدلك التقليد للغرب يجب انا يكون ابعد من اللباس, فلنقلدهم في اشياء تعود علينا بالفائده. انا شخصيا رغم اختلاطي باليهود ورغم الصعوبات التي اواجهها لن اتخلى عن حجابي , بل بالعكس الضغوطات تمنحني قوه اكثر وتدفعني للتمسك بقنعاتي الخاصه, لكي البس ما اريد انا ان البسه وليس ما يريده ويتوقعونه مني الناس. قراركم قرار صائب وانشالله يعود عليكم بالخير. اتأسف ادا ازعجت حدا منكم بس حبيت اشاركم بتجاربنا كعرب داخل فلسطين المحتله”اسرائيل” بتمنى كنا خفيفين عليكو وانا دايمن بتيع اخبار جامعات العالم العربي وخصيصا جامعه البحرين… بالتوفيق ورمضان كريم……… سلوى

  2. شكرا سلوى على مداخلتك القيمة..
    وأسأل الله ربي أن يثبتك ويعينك على طاعته.. اللهم آمين

  3. دائماً اقول أن القانون لا يحل المشاكل ما لم ينبعث الالتزام من داخل الفرد ذاته، ولكن لا يعني ذلك ان نعيش دون قوانين ونكتفي بالتربية التي لن تجدي في حالات كثيرة ، فماذا يعني أن نعيش دون قانون ويسمح للجميع باقتناء الاسلحة والمتفجرات ونقول لكل فرد حرية التصرف والتصرف السليم ينبع من الداخل ، فبذلك نكون قد وضعنا النار قرب الحطب، مشكلة الاحتشام في الجامعة كمشاكل كثير يختلف فيها الافراد بناء على نظراتم الخاصة ، ولم يأتي قانون الحشمة الذي عملنا على المطالبة فيه في بداية التحاقنا في الجامعة وعمل عليه الاخوة في مجلس الطلبة ، إلا ليركز على بعض النقاط المهمة في الحشمة التي يتفق عليها اغلب شعب البحرين ، فلم ندعوا لارتداء الحجاب ولا العباءة، وانما كانت الدعوة للالتزام ببعض الجوانب في اللبس والتي لو نظر إليها أي شخص ملتزم فعلاً للامنا على تقصيرنا ربما ، ربما تعتبر الفتاة ملتزمة في بيئة ما حتى لو ارتدت ملابس السباحة، وتعتبر عارية عند آخرين ، وما القانون الا نقاط مهمة تنطبق على افراد كل مؤسسة راقية عالية القيم والمكانة ،،،،،
    يطول الحديث هنا ،،،،
    ويبقى ان نقول ان العريضة التي وقها الطلبة والطالبات في سنتي الجامعية الاولى تطالب بقانون حشمة ، بينت لنا كما ان الطلبة والطالبات على حد سواء مستائون مما يحدث ، ويبقى ان نعلم ان هناك جامعات عريقة تفرض زي رسمي على الطلاب والطلبة ، فحري بنا ان نتمسك بالبسيط خير من ان يفرض علينا الصعب الشديد

    تحياتي

  4. شكرا أختي فاطمة على المداخلة..
    فعلا القانون لا يحل المشاكل.. ولكن لا بد منه..

  5. أخي احمد الحربان ,, اشكرك لدعوتك لي لزيارة مدونتك ,, وأتمنى ان تلتزم طالبات الجامعة بقانون الـحشمة الـذي فرضته الجامعـة ,, ليس لشيء إنـما لحمايتهن وتوجيههن لطريق الـصواب ,, شكراً لك عـلى هـذا الـطرح ,, وتمنياتـي أن يلتزمن بهذا الـقانون .

  6. ((ونتمنى من الجامعة أن تخول الكادر الأكاديمي بمنع كل طالب وطالبة من دخول قاعة المحاضرة إذا لم يكن ملتزما بالمظهر اللائق، فإن هذا المكان للتعلم والتعليم وله احترامه، وليس دارا لعرض الأزياء. وتخول الأمن أيضا بطرد كل من لم يلتزم بالزي المناسب، هكذا وهكذا فقط سنحد من التفسخ والانفلات في قضية الملبس))

    نعم .. اتمنى انا كذلك هذا بماانني فتاة ولكن .. كل شي له حد 🙂

    وشكرا اخوي أحمد على طرحك هالموضوع

اترك رد