شيء من تجربتي في مجلس الطلبة

هذه مشاركة لي في أحد المنتديات المعنية بالشئون الطلابية، بعد أن طلب القائمون على المنتدى أن أذكر شيئا عن تجربتي في مجلس الطلبة (بتصرف):

البدايــة..
ترددت في ترشيح نفسي لانتخابات مجلس الطلبة في دورته الثالثة –أول مشاركة لي في النشاط الطلابي-، حيث تخوف أغلب من فاتحتهم بالموضوع من خوض هذه التجربة، نظرا لتركيبة كلية إدارة الأعمال ومظهري الخارجي الدال على طبيعة توجهي،ولكني استخرت الله وارتحت كثيرا لترشيح نفسي، ووفقني الله في الوصول بالتزكية بعد انسحاب عدد من المرشحين.

حينها كان همي وهدفي الوحيد لدخولي مجلس الطلبة هو تغيير نظرة كثير من الناس عن المتدينين -وإن كنت لست منهم، ولكني أتشبه بهم وأسأل الله أن يجعلني منهم-.. فكنت مصرا على ترأس لجنة الخدمات بالمجلس، وذلك لسبب واضح وهو أن هذه اللجنة هي الأكثر احتكاكا بالطلبة وتتلقى شكاواهم ومشاكلهم، وهذا ما كنت أريده تماما. كما أن لجنة الخدمات بالمجلس تعد حينها العمود الفقري للمجلس حيث أنها تقوم بالجهد الأكبر في عمل المجلس، وتقوم بما لا يقوم به معظم أعضاء المجلس من متابعات وتحركات.

بذلت الكثير من الجهد والوقت في منصبي ذاك، خاصة في الفصل الدراسي الأول، فلم تكن إدارة الأمور حينها على ما يرام، لأني كنت أعد وليدا في مجتمع العمل الطلابي، ولم تكن لي أي مشاركة إدارية تذكر في النشاط، بل ولا نبالغ إن قلنا ولا حتى تنفيذية.

بتوفيق من الله وفضله، وصلت لما كنت أصبو إليه (تغيير نظرة بعض الطلبة)، فقد استطعت بفضل الله أن أكسب شريحة كبيرة من الطلبة وموظفي الجامعة، وهذا سبب فوزي في انتخابات مجلس الطلبة في دورته الرابعة بعد توفيق الله. وتستحضرني قصة تدل على ذلك، طالبة من الطائفة الشيعية، واجهت مشكلة، واتصلت بالأخ عبدالعزيز مطر، رئيس المجلس حينها، فطلب منها أن تتصل بي وتعرض علي مشكلتها، لعلها تجد عندي المساعدة، فما كان منها إلا أن طلبت منه أن يكلمني بدل الاتصال بي مباشرة نظرا لكوني سني متدين، وكثير منا يعرف تلك النظرة التي ينظر بها بعض أبناء الطائفة الشيعية للمتدينين من أهل السنة (الوهابيين) حسب وصفهم، فقال لها الأخ مطر، اتصلي أنتي به، فقد ساعد غيرك من الطلبة الشيعة، فلم يكن لها بد من الاتصال بي على مضض!
اتصلت وكان ما كان، المهم أنه في نهاية المطاف اتصلت بي ذات يوم، وهي تسبك كلمات الشكر والثناء، وتقول (والله إني أدعو لك في صلاتي)!

ضربت هذا المثال تذكيرا لأخواني وأخواتي للدور الذي من الممكن أن يقوموا به من خلال العمل الطلابي، أسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، آميــن.

 

 محطـات..

أخلص العمل لله

ما إن وجِدَت القدرة والإرادة نصل إلى ما نريد بإذن الله، ولكن ينبغي أن نذكر أنفسنا دوما أن ما نقوم به لله، وليذكر بعضنا بعضا بذلك، فإن المرء في زحمة الأعمال ينسى أحيانا، والنفس أمارة بالسوء ولها حظوظ، والشيطان يسعى سعيا حثيثا لإحباط عمل المؤمن، فالله الله في التذكير والتنبيه..

قال تعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين(
وقال تعالى: (والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)

لا تنتظر شكرا من أحد

تعمل وتتعب، وتسعى لراحة الآخرين، وتبذل ما بوسعك وتضحي بوقتك..
في المقابل تجد من يذمك، ويجتهد للإطاحة من قدرك وإفشال عملك، وتجد من يتصيد لك، ويركز على غلطاتك وزلاتك..
لا تبالي بهؤلاء، فأنت تعمل لله لا لهم، واسأل الله أن يغفر لهم ويهديهم، فإن فعلت ذلك عشت في راحة ما بعدها راحة..

أثبت.. ولا تذب في الآخرين

أحسن التصرف مع مختلف التوجهات والأفكار التي يحملها الطلبة دون الانسلاخ من أفكارك ومبادئك، فإن الطلبة الذين يعملون بالعمل الطلابي –غالبا- يجتمعون على العمل الطلابي ولا يجمعهم توجه أو فكر معين، فالفن هو أن تقنعهم بما عندك، وتحببه في نفوسهم، بالفعال قبل الأقوال، بل أحيانا دون الأقوال، ولا تستعجل النتيجة، فالأمر يحتاج وقتا طويلا..
وهنا ستشعر بأهمية العلم الشرعي أكثر من أي مكان آخر..

طريقك للقلوب

كن خير متبع لهدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة في تعامله مع الآخرين، فالدين المعاملة.. )إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم(

تجد البعض –للأسف- يتصنع حسن خلقه، فتجد بشاشة وجهه باهتة، وابتسامته غير صادقة، وكلمته غير مؤثرة، ليس لها مكان في قلوب الآخرين. إن حسن الخلق لا يأتي بتكلف الابتسامة في وجوه الآخرين، وإلقاء عبارات التحية المحفوظة، بل يأتي من سلامة الصدر، وما أدراك ما سلامة الصدر..
واقرأ في سير الصالحين والعلماء الربانيين، فإنها تزرع حسن الخلق في القلوب الخصبة كما تزرع الأشجار المثمرة في البستان..
وقد تأثرت كثيرا بمواقف من سير العلماء الربانيين، خاصة الإمام ابن باز رحمه الله.. تعلمت من مواقفه الكثير..

كن صادقا ولو خسرت صديقا

كن أمينا في مواقفك.. ولا تبحث عن مصالحك الشخصية.. فقد تفقد علاقة طيبة مع صديق عزيز.. أو مسئول معين.. بسبب موقف رأيت أن الحق ليس معه..
لا تحابي أحدا.. كن صريحا.. أوصل ما تراه من حسن وسيء.. ولو كان الأمر مع أكبر مسئوليك.. فإن هذا واجب عليك.. وأمانة في عنقك..
ولكن أختر الأسلوب الحسن.. وليكن الإصلاح همك وهدفك.. لا التشهير وبيان الضعف لتتسلق على ظهور الآخرين..
قد تفقد الناس اليوم.. ولكنك ستكسب قلوبهم ولو بعد حين.. لأنهم علموا أنك صادق..
وإذا ما كابروا في أنفسهم.. وخسرتهم.. فهذه ليست بخسارة.. فهؤلاء وجودهم بحياتك لا يعد مكسبا أصلا..

هذه بعض المحطات، نقلتها من تجربة عشتها، ولم أنسخ حروفها من كتاب أو مقالة، ولو استطردت لكتبت المزيد.. ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

5 تعليقات على “شيء من تجربتي في مجلس الطلبة”

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ما شاء الله
    كلماتك عمييقة
    تريح من يقرأها

    وأعجبتني قصة تجربتك مع مجلس الطلبة وقصتك مع الفتاة الشيعية

    جزاك الله ألف خير على ما تعمل .. وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله
    وإلى الأمام دائماً 🙂

  2. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    بارك الله فيك اخوي ( أحمد )

    ياريت كل الشباب الي في جامعه البحرين مثلك وخصوصا ً اللي دشوا انتخابات مجلس الطلبه هالسنه , جان احنا بخير والله

    الله يثبت بك , وجزاك الله خير ..

    مادري ليش يقولون حق المتدينين ( وهابين ) !!

    مو كل المتدينين وهابين .. فيه متدينين من أهل السنه يمشون على سنه الرسول عليه الصلاه والسلام وليس على الطائفه الوهابيه الي انتشرت بكثره في البحرين…..

    اسأل الله ان يجعلنا واياكم من أهل السنه والجماعه ……

    تحياتي ( ورد )

  3. مــــــــــاشاءالله .. وتبــارك الرحمــن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    الصراحه لفت نظري العنوان (شيء من تجربتي …)فقلت ادخل واقره شنهي كانت تجربتك

    وبالفعل مثل اختي بنت المنصوري اعجبتني قصة البنت الشيعيه.

    ولااستغرب في يوم بان الاخ الحربان بادر في العمل في مثل هذه الامور

    ويعطيك العافيه اخوي احمد والله يوفقك ويوفق الجميع 🙂

  4. بسم الله الرحمن الرحيم

    أخوي أحمد , أنا ما عرفك عدل بس حبيت أقولك شي بخصوص تجربتك في العمل الطلابي .

    أنا قعدت مع أخوان من الطائفة الثانية وعندي ربع وايد منهم وكنت أسمع شنو يقولون عن مجلس الطلبة .

    وما سمعت شي ضدك منهم بل عكس شغلك كان يغطي على كل الكلام الي ينقال وفي شي ثاني ترى الطائفية أكثر شي تطلع حزت الانتخابات وتوزيع المناصب وباقي السنة تحس ما تسمع سوالف عن طائفية.

  5. شكرا لكم جميعا

    شكرا أخي بو يوسف على مداخلتك..

    وبما انك ما تعرفني عدل.. يسرني أقول لك: تشرفني معرفتك

اترك رد