Site icon نظــرة

معاول هدم بيد إسلاميين !

 بدأت القصص تصاغ، وبدأت الإشاعات تنتشر، وستبدأ صحافتنا الرخيصة –الرخيصة وليست كلها- في إشعال نار الفتنة بين الطلبة، وذلك مع اقتراب الانتخابات الطلابية في جامعة البحرين.

هذه المرة ألزمت نفسي أن أبتعد كثيراً عن الانتخابات وما فيها من "تكتيكات"، ليتعلم أصحابي منها الكثير كما تعلمت أنا، وكم أسعد وأنا أراهم يتعلمون من هذه التجربة الرائعة في خوضهم معترك الانتخابات الطلابية، ولم تبقَ سوى المشورة والنصيحة –رغم قلة بضاعتي- هي ما أقدمها متى ما طُلبت مني، ومن أي أحدٍ كان.

في الانتخابات النيابية، للأسف هناك من يستغل شعار الإسلام شر استغلال، مسيئاً لما يحمله هذا الدين من مبادئ عظيمة، بجعله معولاً لهدم الروابط الأخوية الوطيدة بين أفراد المجتمع، وجعلهم أحزابا متناحرين، دون أدنى خشية أو خوف من الله! كذلك في الانتخابات الطلابية، تستخدم هذه المعاول لتفريق الطلبة، وتقسيمهم لجماعات وأحزاب، من خلال تصنيفهم دون مراعاة لضوابط التصنيف، ودون مراقبة لله أو امتلاك شيء من ورع، ويكون التصنيف بحق أو بدون حق، وأغلب الأحيان بدون حق، فهذا شيوعي وذاك علماني، وهذا متشدد وذاك قريب من فلان المتشدد، وهذا يميل للتيار الفلاني وذاك ينتمي للتيار العلاني، وهكذا، وأشك أن من نصبوا أنفسهم لتصنيف الناس يعرفوا مبادئ الشيوعية والعلمانية، وأشك أيضاً في معرفتهم بمعنى التشدد والوسطية في الإسلام.

سمعت مؤخراً لمثال من أمثلة معاول الهدم، حفظنا الله وإياكم من معاول الهدم، فقد صنف أحدهم أخي وصديقي عبدالله المعراج، نائب رئيس مجلس الطلبة الحالي بأنه منتمي لتيار العدالة "الشيوعي العلماني"! ورغم الفرق بين القول بأنه ينتمي لتيار يوصف بالشيوعية والعلمانية والقول بأنه شيوعي وعلماني صرف، إلا أنه –وكما هو معلوم- سيكون التصرف معه من قبل البعض كالتصرف مع الشيوعي العلماني الصرف، خاصة وأنه لا ينتمي للتيار الإسلامي العام فضلاً عن تيار البعض الإسلامي الخاص!

ليس دفاعاً عن حركة "عدالة" فلست عضواً فيها، وليس دفاعاً عن صديقي الذي لم أسمعه يوماً مدافعاً عن الأفكار الشيوعية، أو مناصراً للآراء العلمانية، أو مسيئاً للتشريعات لإسلامية، أو مشككاً في كون الإسلام حلاً لمختلف المشاكل التي تصادف أمتنا، إنما وقفة أمام هذا التصرف الخاطئ، وتسليط الضوء على هذا السلوك المنحرف.

أليس هذا ما يسمى بالتطرف والغلو والتشدد؟ أظنه كذلك، ولكن الغريب أنه يصدر من "بعض" من يدعون الوسطية والشمولية والاعتدال!

ولا أدري هل يعي من يقوم بذلك –غفر الله له وهداه- خطر ما يقوم به أم أنه جاهل لتبعات تصرفاته؟ وهل يزعجه تلاحم الطلبة بمختلف توجهاتهم ومشاربهم في قضاياهم الطلابية أم أنه منزعج لتقوقعه على نفسه وجماعته وعدم مقدرته على قبول الآخرين؟ أم أنها دعوة لدين الله والمنهج الإسلامي "الوسطي والشمولي"؟ أم أن توجيه الأصوات هي الغاية التي تبرر كل الوسائل، والتي منها التصنيف والتفريق والتشتيت؟

جئت بهذه القصة مثالاً لما قد نسمعه في الأيام القليلة القادمة، لنتخذ منها العبرة لنحتاط ونحذر من هذه العبارات التي قد يطلقها البعض، والتي تفرق لا تجمع، وتشتت لا توحد، وتزرع ما تزرع من الضغينة والشحناء بيننا، بقصد أو بدون قصد. فنحن الطلبة على قدر من الوعي والفهم ما يدعونا لتجاهل هذه التصنيفات المبنية على وهن بيوت العناكب، وعلى قدر من الوعي والفهم ما يؤهلنا للتمييز بين التصنيف الحق والتصنيف الباطل، وعلى قدر من الوعي والفهم لنختار من يستحق صوتنا.

ملاحظة: عبدالله المعراج ليس مترشحاً في هذه الانتخابات، ولكن من حسن حظه كان بطل قصة من القصص التي قد نسمع أمثالها بالأيام القليلة القادمة، وقد يكون عدد من المترشحين أبطالاً فيها.

مع تمنياتي لمن يستحق أن يكون ممثلاً عن الطلبة في مجلسهم بالنجاح والتوفيق.

Exit mobile version