عندما ظهرت صور بن لادن على قمصان أطفال شاركوا في اعتصام سلمي في مدينة المحرق، استنكرت وسائل الأخبار العالمية، فضلا عن صحافتنا المحلية هذا الحدث (أطفال يرفعون صور إرهابي باعتصام في البحرين!)، بينما تعلق اليوم صور قائد فرق الموت التي تحصد أرواح مئات المسلمين على سيارات بعض المواطنين ولا نجد الذين استصرخوا بالأمس اليوم يستنكرون!
إن تعليق صور قائد جيش المهدي وإن شاء البعض أن يسميها تصرفات شخصية يعبر بها أفراد عن حبهم لمرجعية دينية، إلا أننا نقول: إن تعليق صور هذه الشخصية المتهمة بقيادتها لفرق الموت في العراق يعتبر تحديا لمشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الذين استنكروا ورود اسمه في الفيديو المصور لحظة إعدام صدام (رحمه الله).
وبغض النظر عن الجدل المثار حول إعدام صدام (رحمه الله) إن كان انتقاما أم عدالة، ما سمعناه في الفيديو المصور لحظة إعدامه وترديد اسم (مقتدى) من قبل بعض الحضور يجب أن يستنكره مقتدى نفسه، وإلا فهو راض عن هذه المهزلة التي حدثت.
أحوج ما نحتاجه في هذه الفترة تعزيز لحمتنا الوطنية، وتنمية ولاءنا لهذا الوطن وقيادته، ففي النهاية نحن في مركب واحد، إن غرق غرقنا جميعا، لذا على المرجعيات الشيعية في البحرين أن تنبه أبناء طائفتها على خطورة هذه التصرفات، وأن يرشدوهم إلى ما فيه أمن وأمان هذا البلد.
عندما أعلن أسامة بن لادن تبنيه لعمليات 11 سبتمبر كان علماء أهل السنة والجماعة أول من انتقده وانتقد موقفه، بل انتقدوه وحذروا من منهجه قبل تفجيرات 11 سبتمبر (وليس المجال لبسط كلامهم)، ونتساءل اليوم عن موقف علماء الشيعة مما يقوم به مقتدى الصدر وجيشه (المهدي) وفرق الموت الخاصة به وما تقوم به من قتل وتخريب؟!
نحن نؤمن بأن الوسيلة الأكثر فاعلية في رسم الرأي العام وتحديد ملامحه وبناء مواقفه هي كلمة المرجعية الدينية المتمثلة في فتاوى العلماء المعتبرين، وبالأخص الرأي العام الشيعي، فلنسمع كلمة من المرجعيات الدينية الشيعية تدين ما تقوم به هذه الفرق، وتدعو مقتدى للعدول عن هذه السياسة الرعناء، وتحذر أبناء طائفتها من مغبة السير على هذا النهج الدموي الخطير.
حفظ الله البلاد والعباد من كل شر.
تنبيه: عند مقارنتي لموقف علماء أهل السنة والجماعة من أسامة بن لادن، وموقف علماء الشيعة من مقتدى الصدر، لا أعني أبدا التشبيه بين الشخصيتين، الفرق واضح بينهما، فالأول وضع الكفار الصليبيين نصب عينيه وأستخدم وسائل نخالفه في شرعيتها لضربهم، والثاني قتل جيشه من قتل من أبناء المسلمين في العراق تحت مرأى ومسمع الكفار الصليبيين (الجيش الأميركي)!