أقف وراء العديد من التحركات الخفية، وأوجه عدد كبير من الشباب، وأخطط لانقلابات ومؤامرات، هذا ما يظنه عدد لا بأس به من الشباب، خاصة طلبة وطالبات الجامعة. فتصلني “سوالف” كثيرة في هذا الصدد، تُضحِك حتى من فقد شهيته للضحك !
حكايات كثيرة، ولكني سأتطرق إلى بعضها..
خلال فترة الانتخابات، كان يتصل بي أحد الأخوة في اليوم أكثر من مرة، ولأني أعلم بأنه يريد أن يكلمني في موضوع الانتخابات، فلم اجاوب اتصالاته المتكررة. فاجأني يوماً بعد اتصال من اتصالاته برسالة قصيرة SMS: (بو سلطان كل الأمور ماشيه تمام التمام.. وقفتك يا الشيخ تاج على راسي ووسام على صدري فديت خشمك)!!! عاد أنا ما عطلت، عشت الدور ورديت عليه: (الله يوفقكم لكل خير) دون أن أعلم والله عن أي وقفة يتكلم !!
سالفة ثانية.. تنقل لي إحدى الأخوات، كلام قاله لها خبير حكيم: (الحربان عارف يلعبها صح، منزل في كل مكان واحد من “صوبه”). فسألته الأخت: (من بالتحديد؟!). فأجاب بخبرة وحكمة وعبقرية، أضف إليها هذ المرة الثقة المطلقة: (إبراهيم النامليتي في الهندسة، وعثمان الخان في الآي تي)!! جميلٌ جداً أن أحصل على هذا اللقب “عارف يلعبها صح” من شاب عادي، فكيف به لو أتاني من خبير حكيم ؟!
قصة أخرى.. اجتمع عددٌ من الخبراء الحكماء –والقصة على ذمة الراوي وهو أحدهم- لمناقشة الأوضاع الانتخابية. وجاء الدور على جمعية كلية الهندسة. أستعرض الخبراء الحكماء أسماء من ينوي ترشيح نفسه لرئاسة الجمعية من أعضاء مجلس الإدارة، للترجيح بينهم والاتفاق على اسمٍ لينال شرف الدعم الخبير الحكيم، وكان من بين المرشحين صديقي إبراهيم النامليتي، قلت صديقي؟! يكفي ذلك سبباً لعدم حصوله على شرف دعمهم، فتم استبعاده، هكذا بكل بساطة !
المضحك في الموضوع أنه لم يكن من بين المجتمعين شخص واحد من كلية الهندسة! ولا واحد! ولا حتى من أولئك الأكثر خبرة وحكمة !
دعوني أخبركم، ولا يهمني والله صَدَّقَ من يُصدِّق، أو لم يصدق من لا يريد أن يُصدِّق. عثمان الخان، بعد أن رشح نفسه أخبرني في حديث عارض أنه تقدم للترشيح، ولم يخبرني قبلها عن نيَّته في ترشيح نفسه أبداً. إبراهيم النامليتي أستشارني في موضوع ترشيح نفسه، فكان رأيي أن لا. ولكن صديقي العزيز النامليتي، له عقل يعقل به، منه وحده –عقله- يصدر قراره الأخير، بعكس ما يراه البعض بعيون طبعهم، وقرر أن يخوض التجربة. مع ذلك قيل أن الحربان وراء ترشح النامليتي، بل الحربان يريد أن يوصله لرئاسة المجلس!! أرجوكم لا تخبروا أخونا الخبير الحكيم ذاك عن هذا الموضوع، حتى لا أنتقل من (لاعبها صح)، إلى (لم يلعبها صح) أو (مو عارف يلعبها) !
تذكرت الآن قصة صديقي الآخر رمزان النعيمي، مخطئ من يظن أن رمزان خسر منصب رئاسة مجلس الطلبة الأخير لسبب طائفي، فقد رشح نفسه لهذا المنصب وخسر أمام زميله، أخي حبيب المرزوق، ولكنه لم يخسر لأن الأعضاء الشيعة أكثر من السنة، كما قد يظن البعض، أبداً، فمحمد الصفار وغيره، صوتوا لرمزان وهم شيعة، ولكن رمزان خسر رئاسة المجلس لسبب وحيد، يعرفه هو قبل غيره، وهو بسبب صحبته لبوش، أقصد نتنياهو، أقصد شارون، أقصد الشيطان الأكبر، أووووه! عفواً عفواً.. أقصد الحربان، وأولمرت، أقصد توني بلير، أقصد موغابي، أقصد الشيطان الرجيم، أووووه! عفواً عفواً.. أقصد الحربان، يجب أن ينال هو وزمرته كل خسارة ممكنة !!
هل هناك فعلاً في أصحابي خلل ما؟! هل يعقل أن يتشارك كلهم في هذا الخلل حتى لا ينالوا شرف ثقة بعضهم الغالية؟! لا شك أن الأمر ليس كذلك، ولكنه المنطق –وأرجو أن يكون هذا هو السبب الوحيد- الذي يقول، لا بد من وجود “فريق آخر” نمايزه عن الآخرين، لخلق منافسة حتى نوصل من نريد، سواءاً أكان هناك في الحقيقة فريق أم لم يكن، فينبغي أن نوجد شماعة “فريق”، ونعلق عليها أسباب رفضنا لمن نريد أن نرفضه، فكانت الشماعة: (الحربان)، ثم تطورت قليلاً: (هذا من جماعة الحربان)، ولأن عدد غير المرغوب فيهم صار أكثر من عدد أصدقاء الحربان، تطورت الشماعة أكثر –من دون مبالغة- لتشمل المزيد: (هذا صديق لجماعة الحربان) !!
المشكلة أن أتباع الحربان بهذه الطريقة فاقوا أتباع ‘أوباما’! وباتت هذه الحجة حجة سخيفة مكشوفة. لذا أنصح بجعل شماعات إضافية، وعدم الاكتفاء بهذا الحربان، حتى تشمل هذه الشماعات كل من هو خارج الرغبة الحكيمة الخبيرة للسادة الحكماء الخبراء. لدي أسماء شماعات مقترحة إن شئتم، فلن أبخل بها.
وهكذا جعل مني القوم كيسنجر صغير، يخطط لكل صغيرة وكبيرة، ولكل أمر تافه -لا أظن أن كيسنجر خطط لأمور تافهة- حتى أصبحتُ السبب وراء كل خسارة، وكل فشل، وكل نجاح لا يعجبهم! من فعل ذلك؟ الحربان. من يقف وراء هذا الانقلاب؟ الحربان. أصحاب من أولئك؟ الحربان. من وزَّع فلوس على المرشحين؟ الحربان. من فعل ومن خرَّب ومن “لخبط”؟ الحربان الحربان الحربان !
هل كتبت لدفع تهمة؟ أو إعلان براءة؟ أبداً. فكل الحقوق، والأخلاق، والمبادئ، والقيم، الثابت عليها، وغير الثابت عليها، تبيح لي، تماماً كما تبيح لغيري، أن أخطط وأوجه و”أتكتك”، ولكني أكتب معذرة لأحبابي، أصدقائي، الذين يحسبهم البعض عن قصد، وعن دون غير قصد –فججوها عاد انتوا!- على الحربان في كل موقف وتصرف يتصرفوه، وكأن أصدقائي لا يملكون عقولاً، أو أنهم كالأغنام يسيرهم الراعي يمنة ويسرة، حسب توجيهات أمير القطيع! حاشاهم.
سُئل أخ ٌ عزيز عن سبب خسارته منصب رئاسة جمعية طلابية، فقال في نهاية المطاف: (كله من الحربان) ! وأنا والله لا أعرف أحداً غيره في إدارة جمعيته، ولا لي أي علاقة بأي أحدٍ منهم. غفر الله له.
شكرتني طالبة في حفل ختام إحدى الفعاليات، فسألتها لاحقاً طالبة أخرى، بشيء من الاستغراب الممزوج باستنكار بريء: (انتي تبع الحربان؟!) !!
فكـرة مقترحـة
ربما الـ Facebook يسهل على الخبراء الحكماء معرفة أتباعي المساكين، ليتم إدراجهم “بحكمة” ضمن قائمتهم السوداء! فبإمكانكم يا خبراء يا حكماء يا محترمين، أن تَطَّلعوا بسهولة على قائمة أصدقائي في الـ Facebook، كما وبإمكانكم إرسال رسائل استفهامية لكل صديق -وصديقة!- في قائمتي: (الحربان ضمن قائمة الفرند لديك!! يا للهول!! هل أنت من جماعة الحربان؟!). وإذا ‘حبيتوا تمصخونها شوي’ أضيفوا: (اتق الله يا أخي واحذفه فوراً من قائمتك!). ولكن أرجوكم ابتعدوا عن صديقتي الطباخة الألمانية Jana، أعني أختي في الإنسانية، وهل تفرق أختي في الإنسانية عن “صديقتي”؟ يعتمد على تعريفنا للصداقة هنا! ليس هذا موضوعنا، المهم، أرجو أن تبتعدوا عنها، فهي لا تريد أن تستمع لتخلفكم الأشد تخلفاً من جدار برلين، والذي سيتداعى كما تداعى هذا الأخير.
قبل أربعة أعوام، التقيت بالدكتور فريد هادي، قبل أن يصبح رئيساً لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب، في لقاء ودي صريح، أخبرته عن رغبتي في الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يجعلني تابعاً لجماعة معينة دون سواها في نظر الناس. فقال لي: (إنك لن تسلم من ذلك أبداً، فإن أنشأت جهةً مستقلة في المستقبل، سيحسبكم الناس على هذه الجهة أيضاً!). وصدق الدكتور فريد، فمسألة أن يحسبني من يحسبني على هذه الجماعة أو تلك، أصبح أمراً اعتيادياً متوقعاً، ولا يثير تحفظي لكثرة تكراره، ولكن ما لم أتوقعه يوماً، أن أكون أنا جهة مستقلة بذاتها، يُحسب أصدقائي، وغير أصدقائي عليها !
ختاماً.. نصيحة، يسعدني كثيراً أن تتقبلوها مني ولو على مضض، وإذا استعصى عليكم ذلك، تخيلوا أنها جاءت من غيري وتقبلوها! كُفُوا أرجوكم عن هذه السخافة، ولا “تخلوني آصدق روحي” بأني إلى هذه الدرجة من الأهمية والتأثير، ترى مشكلة إذا صدقت روحي! وتراها والله “مو حلوة” بحقكم، فلست الوحيد من يضحك على هذه التصرفات.
هداني الله وإياكم.. ووفقنا لكل خيـر..