في رثاء العزيز حسن جناحي

مر وقتٌ طويل، طويل جداً، منذ تلك اﻷيام، التي تغيّرت خلالها في وجهي وجوه كثير من اﻷصحاب، ورغم أنها كانت أقرب إليك مني، ورغم قلة التواصل بيننا، إلا أن وجهك أنت لم يتغير، ظل كما هو، تسبقه الابتسامة قبل المصافحة، وتترجم أساريره سلامة روح صاحبه.

خبر معظم الناس حسن أخلاقك وسيرتك، بشاشة وجهك وقلبك اﻷبيض، وأخبرني موقفك ذاك الذي ميّزك عمّن سواك، فوق ذلك، سلامة سريرتك من دقائق الشوائب التي لا تسلم منها، في بعض المواقف، حتى القلوب البيضاء. ظل صافي الود ورحابة اللقاءات رغم قلتها، كانت أخلاقك أكبر من الخوض في حديث لا تراه عينك، وكان قلبك لا يأبه بكلام أحدهم عن أحد، أصمٌ عند اللغو، حيٌّ عند الذكر وطيب الكلم.

مر وقتٌ طويل، كُنتُ أعلم، وكُنتَ تعلم، لم تفتح الموضوع أبداً، لم أفتح الموضوع، ولم أتخيل استرجاعه يوماً، لأنني لم  أتخيل يومٌ فيه ترحل.

رحلت قبل العيد، موعد لقاءنا شبه المؤكد سنوياً، فقدُك أوجعني كما أوجع الكثير، أوجعنا بشدة، ولا يخفف مما نجد سوى عظيم ثناء الناس عليك وحزنهم لرحيلك. لك سعادة أبدية، وﻷهلك ومُحبيك خالص العزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

اترك رد