قد تكون في وضع لا هدوء فيه، ليس بالضرورة أن يكون إزعاجاً.. ثرثرة الزملاء أو أفراد العائلة، اتصالات اﻷصدقاء، رسائل المعارف على الجوال، تنبيهات البرامج، عناوين اﻷخبار التي ترسلها لك القنوات الإخبارية التي تتبعها، وغيرها كثير.
قد تنجح في قطع الاتصال وتهرب بعيداً عن كل ذلك، لتختلي بنفسك، ولكن هذا لا يعني دائماً أنك مكّنت الهدوء من عقلك، فأحياناً صخب اﻷفكار التي تملئ رأسك، أو ضوضاء التوتر بسبب التزاماتك الكثيرة، أو غيرها من أشياء بين أذنيك.. في عقلك، أو خلف صدرك.. في قلبك، لا تستطيع إسكاتها أو تهدئتها بسهولة.
سيصعب عليك، أحياناً على اﻷقل، إلا أنه ولا بد من أن تُخفض كل هذا الصوت الخارجي، وكل هذه الجعجة الداخلية، لتستطيع أن تستمع لصدى ذلك الهمس الذي يتردد في داخلك، عند إصغاؤك له.. يزداد كشفٌ، تتضح معاني، تكتمل صُوَر، تُستثار مشاعر تدفعك وتحفّزك..
إنه يلهمك وينير لك الطريق، في دروب اخترتها أنت، أو دلك هو عليها، الهمس أعني.. في ساعة صفاء نادرة.
هناك من يتصومع طلبا لمثل هذه الساعات، وهناك من ينعزل ليكتب في انتظار إلهام قد ينساب مع الكلمات، وهناك من يحضر له كوبا ساخنا ويستمع للموسيقى، وهناك من يرتدي حذاءا ويجري..
لتحيا حياة ٲكثر اتزانا وراحة، اكتشف طقسك الخاص بك، وحاول أن لا تكون “صفاءاتك” نادرة..!