الطيار مسرع. يمكن لأننا جنب المحرك فتشعر بالسرعة أكثر. لا، يبين أنه “دايسه”. صمت. يكرر بعد فترة قصيرة جداً، ما شاء الله تحس بقوة السرعة. يشير على الخارطة في الشاشة أمامه.. جوف وين وصلنا. ممكن يكون تأخر شوي في الإقلاع فحب يلحق على موعد وصوله في مطار دبي. ممكن. في نفسي: يبدو أنه حان ما أخشاه في كل رحلة ويُوقع صاحبنا بالطائرة في البحر! نظرت للخارج، غيم يغطي ماء الخليج، وألوان غروب دافئة، لوحة مناسبة لمشهد أخير!
لا أذكر عدد المرات التي طرت فيها إلى دبي، لكنها المرة الأولى التي يقرر الطيار فجأة بالعودة قبل الوصول بربع ساعة، لأكتشف بعدها بخمس دقائق بأنه يعود مرة أخرى إلى مساره الطبيعي، لفة فوق البحر، لكسب الوقت فيما يبدو للمطار المزدحم، أو إضاعته بالنسبة للمسافرين. يكررها ثانية! أطل أفتش في الخارج، أحصيت حتى الآن 5 طائرات، زحمة طائرات. فجأة cabin crew.. take your seat for landing please.
يتجاوز المطار ليعود إليه هابطاً، كما كل مرة، ولكن هذه المرة وصل إلى الفجيرة تقريباً قبل أن يعود للمطار. هبط، سار على المدرج حتى وصل إلى المبنى رقم 1، انعطف يميناً ليواصل سيره خلف المبنى، يواصل حتى وصل إلى آآآخر باب في المبنى. كانت أطول رحلة إلى دبي جواً وبراً. حمدت الله أن ملاحظة جاري لقوة السرعة اكتفت بإطالة المسافة لا تقصيرها إلى قاع البحر!