ربما الرابط الوحيد بين معنى التعويذة: تميمة أو رقية يُعتقد أنها تحمي الإنسان من السحر والشر، و”التعويذة” كترجمة لكلمة mascot: اللباس المُصمم على شكل شخصية، عادةً ما تكون شخصية فيلم، برنامج، أو حدث. ربما الرابط الوحيد بين الكلمتين هو أن صورة الأخيرة تُطبع وتُعلق على مختلف المنصات كما تُعلق التمائم.
..
الغريب في هذه التعويذة أنها تتناقض مع معنى التعويذة/التميمة، ففيها السحر نفسه! ما إن تخرج هذه التعويذة بين التجمعات، يحتشد حولها الناس، وتلتفت إليها الأنظار، ويسعى المارون لالتقاط صورة تذكارية معها. وما إن يدخل لابسها غرفة تبديل الملابس، ويخرج بدونها، يبطل السحر، فلا يحتفي به طفلٌ، ولا يلتفت إليه أحد!
..
لابس التعويذة، يظهر في العادةِ مُبتسماً، فيُقبل عليه الناس بابتساماتٍ واسعة، ترتسم بعفوية ما إن يروه. بينما هو في الداخل يعاني ثقل ما يلبس، ويتصبب عرقاً، ويكتمه حرٌ خانق.
كم ناشرٍ للفرحِ مسحولٍ قلبُهُ هماً ووجعاً.
..
لجلب الأنظار..
هناك من يلبس الغالي، ويُوظّف مصوراً مُحترفاً،
ليحصل على تعويذته الخاصة.
وهناك من يقتصد فيقوم بمهمة التصوير بنفسه معتمداً على الكاميرا الأمامية بهاتفه
الجوال، ولكنه يقتصد في ملبسه أيضاً!
“الماركة” تعويذة الأول.
التعري تعويذة الثاني.
..
لن أكرر النصائح، والتي بالمناسبة طفحت بها وسائل التواصل الاجتماعي، “الانستغرام” في ذلك مُتصدراً،
-هل توجيه النصائح تعويذة الثالث هنا؟!-
لن أكرر ذلك وأقول: إجعل من طيب معشرك ومكارم أخلاقك تعويذة.
بل سأوغل في المثالية فأقول:
لا تلتفت في الأصل لجلب الأنظار،
-إلا إذا كان في ذلك أكل عيشك، أو سداً لنقصٍ فيك أتعبك!-
واجعل من التصالح مع ذاتك تعويذةً لنفسك، وليس للناس.
ودندن معي كما دندَنَ شُويّخٌ هَرِمٌ صقلته الحياةُ حكمة، فقال:
اش عليَّ أنا من الناس،
واش على الناس مني !