قبل أن تثرثر في الطائرة..

image

دعوني أقترح على شركات الطيران هذا الاقتراح:
ضوء صغير وخافت جداً بجانب الشاشة المقابلة لكل مسافر، للمسافر الخيار أن يجعله أخضراً أم أحمر!

أخضر يرمز إلى أنه لا مانع لدي أنا المسافر من التحدث معك جاري العزيز الذي شاء الله أن تلتصق بي في هذه الرحلة، ومستعد نفسياً أن أتبادل معك أطراف الحديث، ومستعد ذهنياً لتطلعني على كل ما يدور في رأسك من خواطر، يا من اخترت السماء مكاناً لترتب أفكارك أو تفريغ أحاديثك.

واﻷحمر يرمز إلى أنني لست في حالة جيدة للحوار، ربما يكون موضوعك أخي الجار مُمتعاً، وربما تكون عيناك أختي الجارة لذيذة، ولكني في هذا الوقت، لا أشتهي سماعاً ولا تلذذاً !

وبما أن هذا الاقتراح قد لا يرى النور، قريباً على اﻷقل، فدعونا  نؤسس عُرفاً جديداً ونضمنه في “اتيكيت” السفر على الطائرة.

إذا كنت تود الدردشة مع جارك في الطائرة، افتح موضوعاً قصيراً ومُحدداً، وأنتظر بعده، إذا استرسل جارك في الحديث، فهذا ضوءه أخضر، وإن اكتفى برد مختصر، فهذا ضوءه أحمر، كُن لبِقاً واحترم رغبته في الصمت، وأكتم شهية لسانك حتى تصل وجهتك، وثرثر ما شئت مع أول من تقابله من أصحابك أو أهلك على اليابسة !

توجيه أخير؛ إذا كانت جارتك في الرحلة تلك التي قبل ركوب الطائرة كنت تتمنى حظاً خرافياً، وتسأل في نفسك متضرعاً “يا رب جنبي .. يا رب جنبي”، إذا ما حالفك الحظ وصارت جارتك، فأطلعها على هذه الكلمات من هاتفك الجوال، لتتعرف علي، عفواً لتتعرف على هذا الاتيكيت الجديد، وتفتح أنت موضوعاً للنقاش، فلربما كان ضوءها أخضر!
..
ثرثرة طويلة جاءت في غير وقتها مع رجل جاورني في إحدى رحلاتي الأخيرة دفعتني لكتابة هذه التدوينة.

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

تعليق واحد على “قبل أن تثرثر في الطائرة..”

اترك رد