الدفنة

IMG_20141006_171429

يأخذنا فواز الشروقي إلى أزقة “دفنة” المحرق، ليختار صبياً وفتاة، ويستعرض حياتيهما، التي قد تتشابه كثيراً بحياة أبناء “الدفنة”.. المحرق. يجتمع سلمان وهناء في بداية الراوية فقط، ويعيش كلاً منهما حياته بعيداً عن الآخر.

فواز الشروقي
فواز الشروقي

احتلّت مرحلة المراهقة الجزء الأكبر من الرواية، مستعرضة تحولات بطلي الرواية، الفكرية والاجتماعية، كحال أغلب من يمر بهذه المرحلة، وكانت هذه التحولات إحدى مواضيع الرواية الأساسية، وعندما يكون الكاتب هو فواز الشروقي، صاحب “ثم حلقت لحيتي”، فأنا في غنى عن ذكر أبرز التحولات التي تناولها في روايته الأولى.

أعجبني الفصل الثاني أكثر من الفصل الأول. الفصل الثاني أكثر إثارة وتشويق، وأظن بأن زمن ليس بقصير يفصل بين كتابة الفصل الأول وكتابة الثاني! وربما أُعجبت بالثاني لأنه تطرق فيه إلى الحياة الجامعية، التي أحاول أنا أيضاً أن أكتب عنها هذه الأيام.

تمنيت لو قلل الكاتب من استخدام أسلوب السؤال.. كثرة تكرار التساؤل كان واضحاً. ملاحظتي الأخرى: إقحام موضوع “الوعي السياسي”، في رأيي سيكون تناول الموضوع أكثر سلاسة في ثنايا الرواية لو تناوله الكاتب بتلميحات بعيدة، ولكن واضحة، كأن لا تكون على لسان بطل الرواية مثلاً، حتى يُداري وضوح “الرأي” –رأي الكاتب الشخصي- في هذا الشأن.

أما كثرة الخواطر الجنسية التي وردت في الرواية، فلم تزعجني لأنها لم تكُن فضة، وفي نفس الوقت هي مناسبة لطبيعة المرحلة العُمرية لأبطال الرواية.

في نهاية انطباعي الأول، يقفز إلى ذهني سؤال، وهو بصراحة سؤال ليس بجديد على خاطري.. أغلبنا عاش أيام حُبٍ في صغره، مع فتاة في الحي، أو ابنة عائلة صديقة، أو طالبة ينتظر خروجها من المدرسة القريبة، أو أو أو.. ماذا نفعل لو اكتشفنا يوماً أن ذاك الحُب الطفولي كان حُباً عميقاً وبدء يطفو على السطح في الكِبر؟!

بعد “ثم حلقت لحيتي”، و”الدفنة”، أتمنى من الكاتب أن يكتب كتاباً عن الوعي السياسي في البحرين، وأتمنى أن يكون كتاباً تحليلاً أكثر، حتى وإن كانت رواية، فالكاتب لديه رأي في هذا الشأن يستحق العرض والنقاش.

عزيزي فواز، شكراً لك ولقلمك الرشيق، بانتظار عملك القادم 🙂

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

اترك رد