توفر لك رحلة الطائرة وقتاً كنت تظن أنك لا تملكه وأنت على اﻷرض، سرقه منك اتصالك الدائم بشبكة البيانات التي تتيح لك استخدام مختلف البرامج على هاتفك الجوال كل لحظة، خاصة برامج الدردشة والتواصل الاجتماعي. لقد قضيتُ وقتاً مُنتجاً خلال رحلتي من الدوحة إلى لندن، أكثر من 7 ساعات بقليل، شاهدت خلالها مقابلة تلفزيونية حملتها منذ فترة على جهازي النوت، وفيلمين من الأفلام المعروضة في الطائرة، وأنجزت مهمة كتابة 4 توصيفات وظيفية مطلوبة للعمل. ومع وجبة العشاء والدردشة قليلاً بمؤخرة الطائرة مع عجوز مكثت في البحرين لمدة عامين في نهاية الستينات تُقدم دروساً ﻷطفال العاملين في سلاح الجو البريطاني، لم يبقَ ما يكفي من الوقت للقراءة في كتاب. أما السيدة التي كانت بجانبي، فقد كانت على “الصامت” طوال الرحلة.
الفيلم اﻷول، كان على قائمتي للمشاهدة منذ مدة، وهو فيلم FROZEN.. باختصار وبلهجة بعض الصديقات: “سوبر دوبر كيوت موفي” أعجبني كثيراً.
الفيلم الثاني Ali.. وهو جزء من سيرة محمد علي كلاي، ركز الفيلم كثيراً على علاقة كلاي باﻹسلام والإسلاميين وعلى رأسهم مالكوم أكس وألايجا محمد، يستعرض هذا الفيلم أهم لقاءات بطل الملاكمة، وقصة رفضه للانخراط في الخدمة العسكرية، والحكم عليه جراء ذلك بخمس سنوات سجن وغرامة مالية، الحكم الذي استطاع لاحقا أن يتخلص منه وينجو من الحبس، كما فيه لمحة عن التمييز العنصري في أميركا خلال تلك الفترة.
أما المقابلة التلفزيونية فقد كانت مع شخصية خليجية مثيرة للجدل، مثيرة للسخرية بعبارة أدق، أُفضل عدم الكتابة عن هذه المقابلة وعن كم التخلف والجهل التي احتوته !
لندن.. مررت مطار هذه المدينة أكثر من مرة، ولكنها المرة اﻷولى التي تفُضُّ تأشيرة دخولها جوازي اﻷحمر.. التأشيرة التي تطلب الحصول عليها شيئاَ من جهد وتوتر، في حالتي على اﻷقل!
جئت في رحلة عمل، وسأمكث يومان إضافيان للتجول ولقاء عدد من المعارف واﻷصدقاء.
حان وقت النوم، تصبحون على خير 🙂