لا أريد أمرأة..

في لقاءٍ عابرٍ قبل أسبوع تقريباً، سألتني أبنتي الوحيدة –نعم لدي أبنة، ليست من صلبي ولا من بطن زوجتي فأنا لم أتزوج بعد، وليست أبنتي بالتبني، هي ابنتي وكفى!- عن مشروع الزواج، وهو مشروع أنا في مرحلة التفكير في البدء في التفكير فيه، ولأبسط المسألة: أنا ونفسي نتباحث حالياً، هل أبدأ في التفكير في موضوع الزواج أم أؤجل هذا التفكير إلى حين ؟

قالت لي: (كيف تريدها أن تكون؟). قلت: (لا أدري، لكل رجل ولكل امرأة مساحة من الحرية الشخصية، قد تتقلص، وقد تتسع في حالات، بعد الزواج، وأنا أشعر بأن المساحة التي أحتاجها أكبر بقليل عن مساحة كثير من الرجال، ويجب أن أنبه بأني لست حالة شاذة أو غريبة، فأنا واحد من أولئك الكثيرون الذين يحتاجون لمساحة من الحرية أكبر قليلاً، ولا تعني كلمة "الحرية" هنا ما قد يتبادر إلى أذهان البعض، بل كل ما تعنيه هو أن أعيش في سلام وحيداً دون إزعاج أي أحدٍ كان في أوقات يصعب توفرها بكثرة إذا شاركتني مشاركةٌ مخدعي وبيتي). قالت: (فسر أكثر؟!). قلت باسترسال وكأني أريد أن أوضح كلاً لا يتجزأ: (لا أريد أمرأة تلتحم بي التحام الصمغ اللازق. لا أريد أمرأة تتدخل في حياتي إلى حد الفضول. لا أريد أمرأة تبالغ في بيان وجهة نظرها إلى حد إثارة غدة النرفزة لدي. أريدها على درجة من السلوك الراقي الذي يكفيها به أن تبين وجهة نظرها بكل أدب واحترام، وتقول"هذا رأيي وأنت حرٌ بما تراه وتفعل"، ولا يقلل من عمق العلاقة ولا يؤثر فيها أبداً عدم أخذي برأيها بعد ذلك. أريد أمرأة قائمة بذاتها، لا تنتظر رجلاً لتقوم عليه. فأنا مكملٌ لها وهي مكملةٌ لي، لا ينتهي أحدنا بغياب الآخر). قاطعتني ابنتي: (أشعر بأنك لن تحبها). قلت وأنا واثق بأنها أكثر دراية من غيرها بحجم عاطفة أبيها: (فهمتيني خطأ، القصد أني لا أريد أن أكون في قائمة أولوياتها على الداوم. يقول لي أصدقائي: "يجب أن تكون زوجتك قوية الشخصية، لكي تلجمك لجاماً!"، وأنا أوفقهم فيما يقولون، ولكن قوة الشخصية إن لم تكن مقترنة بسلوك راقي هادئ الطبع، تكون كارثة. كثيرٌ من الرجال يخشون المرأة قوية الشخصية ويتجنبونها، ويحبون المرأة المطواعة التي تبصم على كل رأي يراه زوجها وكل مذهب يذهب إليه، هذا أمر محبب لنفوس الرجال ولا أستثني نفسي منهم، ولكن محبب لنفسي أكثر استقلالية المرأة في الرأي ووجهة النظر، وهذا لا يتنافى مع الطاعة التي تجب عليها، وقليلٌ من يفرق بينهما!).

لم تفهم أبنتي إجاباتي تمام الفهم، أو على الأقل استغربت الإجابات إلى حد يقرب من الإنكار، مما جعلني أقول في نفسي لاحقاً: يبدو أن من أبحث عنها، إذا ما قررت البحث عنها، أكبر من سن أبنتي، فمن الواضح أن أبنتي ومن في سنها –وهي تصغرني بأربعة أعوام- يصعب عليهن فهمي جيداً، هل أبحث عن ناضجة كاملة النضج؟! لا يغيب عن بالي أن كمال النضج يعني قرب انتهاء الصلاحية، وهذا هاجسٌ آخر !

لم تكن المرة الأولى التي تسألني فيها أبنتي عن المواصفات التي تعجبني، ولكنها المرة الأولى التي أتجاوب معها في هذا الموضوع، لماذا تجاوبت؟! هل هي خيانة من عقلي الباطن؟ هل بدأ يفكر في الموضوع قبل أن أتخذ قراراً بالبدء في التفكير فيه ؟! لا أظن.

.. أخذت طبق الحلوى الذي أعدته لي أبنتي، ومضيت، ووعدتني بأن نفكر سوياً في الموضوع، وكثيراً ما يعد الأبناء آباءهم، وكثيراً ما ينسى الأبناء ما وعدوا !

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

11 تعليقا على “لا أريد أمرأة..”

  1. أحمد !
    لطالما وضعت يدي على قلبي، متوجسة من زواجك من امرأة تكبرك ب 20 عاماً !!!

    تبحث عن فتاة تسبق عصرها ، ليست منقرضة لكنها نادرة . شخصية قوية / تحبك بشدة .. وتمنحك مساحتك في الحياة . لا تقترب الى حد التعدي على خصوصياتك ، ولا تبتعد الى الحد الذي تفتقدها فيه .

    تبحث عن امرأة تحتويك / وتستطيع في نفس الوقت أن تدبر أمرها بدونك . أي لا تتوقف حياتها بدون وجودك .

    تستطيع على سبيل المثال أن تشتري “ماجلة” البيت بدون أن تتأبط يدك في السوبرماركت ! وأن تقف مع العمال وهم يصبغون إحدى غرف المنزل . ليست اتكالية ولكنها قوية الشخصية والفكر.

    تبحث عن امرأة / تحدثها عن همومك وشجونك بطريقة صريحة بدون أن تخشى زعلها لأن “مخها صغير”. تبحث عن امرأة ناضجة .

    أحمد !!

    هناك نضج ، لا يقترب من “الخيسان” أقصد ليست بالضرورة أن تكون قد انتهت صلاحيتها . فقط ابحث وستجد هنا أو هناك من تريد أن تكمل معها المشوار .

    ربما ، لا تجد ما تبحث عنه تماما ً. لكن ان وجدت معظم الصفات فاقبل ، وساعدها على التغيير لتشبه ما تريد ، ولتكون انت كما تريدك ايضا .

    الشراكة جميلة ، والتأثير على الآخر لطيف . خصوصا مع وجود الحب

    لا أدري ان كان مبكرا بالنسبة لك التفكير حاليا في الزواج ام لا ؟ خصوصا انك في مطلع تكوين نفسك وذاتك .

    لكن ارجووووووك لا تفعلها ! ولا تتزوج تلك التي تكبرك ب 20 عاماً . حتى لو لم تكن موجودة !! لا تبحث عن هذه المرأة ها !

  2. اممممممم مقال جميل جداً

    مواصفات المرآة التي تبحث عنها
    هي رسالة اتحدث عنها وانصح بها كل الفتيات المتزوجات للتعامل مع ازواجهن بهذه الطريقة
    لكي ترتاح ولا تزعج نفسها ولا تزعجه معها

    ولكن هناك الكثير من الرجال من يبحث عن الأنثى التي تختبئ خلف الابواب وتنتظر رده ورأيه وكلمته

    مساءك طهر وطاعة في هذه الأيام المباركة

  3. كمال النضج يعني قرب انتهاء الصلاحية

    أعجبتني هاي الجمله .. لفتت انتباهي يعني خليتني أفتح عقلي أشوي

    يعطيك العافيه 🙂

  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    أسمح لي أخي الفاضل … فمضمون رسالتك يحمل كتل من الأنانية من جانبك (كرجل)!

    فموصفات المرأة التي تريدها كما فهمت من مقالك تريدها واجها اجتماعية فقط أو مكمل اجتماعي فقط ..
    والبقية الحياة الزوجية حياة زوجية فردية !

    لا اعترض على مسألة الخصوصية بين الزوجين ولكن بحدود واعتدال تام !
    أي الرجل يعدل بين زوجنه وأهل بيته وبين أعماله خارج المنزل … فغير محبب لدى الزوجة “الطبيعية” بأن تبدي أعمالك الخاصة على واجباتك المنزلية فتكون الزوجة هي الزوجة وهي المربية وهي الكهربجي وهي الدريول وهي الطباخة وهي المسؤولة عن اصلاح اي جزء يحتاج للتصليح بالمنزل اي تقوم الزوجه بدور مزدوج بالبيت ( تقوم بدور الزوجة والزوج ) فأي مرأة ” طبيعية ” لن ترضى بهذا الوضع ..

    الرجل أنسان اناني في طباعه ” بدون لا يحس ”
    يعتبر سؤال المرأة فضول
    عاطفة المرأة دلع
    تمسك المرأة فيه تحكم وتسلط ..
    نقاش المرأة وأرءها أراء فاشلة ويقول المرأة ناقصات عقل ودين ” مع العلم لا يعلم معنى – ناقصات عقل ودين- !
    وبهذا يريد ان يعيش حياة العزوبية وهو متزوج !
    ونحن النساء نسمي أمثال هؤلاء من الرجال “اشباه الرجال “!!

    اسمح لي أخوي أحمد بحثك سيطيل عن تلك المرأة.. أو أبحث عن مرأة ليس مرأة فربما تجد موصفاتك فيها !!!!

    وما ذكرته عن الرجل أستثني فيه فقط زوجي بو أحمد 🙂
    مع اعتذاري للبقية الرجال

    تقبل فائق الاحترام والتقدير

    أختك
    أم أحمد
    ك . ب 🙂

  5. أختي أم أحمد
    شكرا على التعقيب 🙂

    بس وين الأنانية في الموضوع ؟!
    وجل ما ذكرتيه ما حصلته بمقالي 🙂

  6. صباحكـ أبيض بنفحات الياسمين أحمد،،

    من خلال كلماتكـ استشفيت أنكـ تميل للحياة الهادئة والقليلة الصخب، وتتمنى لو يوهبكـ الله الارتباط بشابة ذكية تقرؤكـ من دون ضجة وتفهمكـ من دون تكلف..
    طموحة ولا تنصب جل اهتماماتها في ذاتكـ،
    مواصفات شريكة حياتكـ المستقبلية تشبه لحد كبير الكثير من أماني الشباب،
    شاب اليوم لا يريد أن يعود منهكا من عمله ويستمع لدندنة أشبه بدندنة البدو الحزينة!
    ولا يريد أن تكون زوجته ضيقة الطموح..

    أممم
    🙂
    لا أعرف لمَ تذكرت أثناء قرائتي لـ المقال، معلومة من إحصائيات لأنماط الانسان السلوكية التي قام بها مجموعة من علماء النفس والاجتماع :: تنبأت أن قدرة المرأة في اليوم على التحدث تعادل 70ألف كلمة، وقدرة الرجل تعادل 20 ألف كلمة!
    ولكـ أن تتخيل يا عزيزي =)
    وعليه، على الرجل تحمل -حنّة- المرأة _ ولأكن حيادية_وعلى المرأة مراعاة مقت الرجل للثرثرة! !

    المشكلة ربما أحياناً تكمن في يقين بعض الذكور بأن المرأة شعر طويل وعقل قصير! وتوجس بعض الإناث من أن الرجل أيقونة للديكتاتورية وفقْد الحس~

    http://batoolhameed.maktoobblog.com/521/%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%88%d8%a7%d8%ac-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%ba%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84-%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1/

  7. اقتبس من كلامك اخي العزيز

    وعليه، على الرجل تحمل -حنّة- المرأة _ ولأكن حيادية_وعلى المرأة مراعاة مقت الرجل للثرثرة!

    _____________________________________

    ( الحنه ) الالحاح عند المرأه اخي الكريم سلوك يتولد له عدة أسباب

    هناك أسباب نفسيه وجسديه تعول لجوء المرأه للكلام والتعبير والافصاح .

    الجسديه :
    تكوين المرأه الجسدي بما أعطاها الله من هبه ونعمه هي الانجاب وهي خروج الروح من الروح تجعلها تتألم بشده لا يتحملها أي رجل في الدنيا ، فالتعبير عن الرأي عندها هو عباره عن تنفيس لما تمر فيه من حالات جسديه وآلام لتعينها على تحمل الكثير من الألم.
    سواء ان كانت أم او عزباء لم تتزوج .. حتى تتحمل غدا ما سوف يأتيها من آلام .
    وللأسف الرجل يجهل و لا يفهم هذا التكوين الجسدي المعقد للمرأه وكمية الألم الذي تتحمله.

    وعن الاسباب النفسيه :
    هناك عدة أسباب تعول ذلك أيضاً
    أولها العامل الجسدي والآلام كما ذكرت سابقاً.
    والتكوين النفسي والاجتماعي سواء التربية في المنزل،(فالدلوعة) تكون أكثر إلحاح (حنه) التي تربت على العيس الرغد وذلك بسبب حصولها على كل شي تريده من غير تعب . وبنت الظروف الاجتماعية الاقسى ( غير دلوعة) هذه الظروف سواء ان كانت اجتماعية او مادية تتكون شخصيتها على الصبر فتجدها تطلب ولا تلح كثيراً وتسكت ( تنجعم بسرعه )فتكون الغلبة للرجل اكثر بكسر جماح طلباتها وثرثرتها .

    وهناك الكثير من الظروف النفسيه مثلا (قدرة الرجل على التعبير )
    فالمرأه سمعها أقرب لقلبها والرجل عينه اقرب لقلبه فلهذا يحب ان يرا الرجل على زوجته بأكمل صوره من الجمال والمرأه تحب أن يكون زوجها لديه قدره على أسماعها ألذ و أطيب الكلمات فهي تتلذذ بذلك , فاذا كان الرجل جيد التعبير تجد المرأه تجيد الاستماع ،فهنا تجد التعويض و تتخلص من ثرثرتها لكي تتلذذ بالاستماع.

    وايضا ( الحنه ) لها سبب ايضا اذا لم تجد المراه مطلبها على سبيل المثال المطالب العاطفيه اذا لم تشبع تجدها مثل الطفل الذي يطلب ماما اريد الحلوى فتتاجاهله الام وترى الطفل يترجى ماما ارجووكي اريد حلوى وفي نهاية المطاف يبكي ويلح ماما ماما ماما اريد الحلوى لكي يشبع حاجته. هي نفس العمليه الرجل يقدر ان يتحكم بمقدار ثرثتها و إلحاحها اذا ادرك ولبا مطالبها.

    واخيرا يجب ان ان يدرك الرجل ان قدرت المرأه على الكلام هي نعمة ينعم فيها الكثير من الرجال ( فيسمع من زوجته أرق وأحلى الكلمات ) ( تجعلها تعبر عن مافي خفايا قلبها) و ( الانسان ذو القلب المفتوح يكون أقرب لك و تحس معه بالامان والراحه) و ( يجعل المرأه أحلى فهي مرأه حنونه عاطفيه رقيقه ) فكيف تريد ان تكون متحجره بجانبك وتحرم نفسك من هذا كله.

    توكل على الله وتزوج من ترضاها دينا وخلقا وبالتوفيق

  8. أمنيتي أعرف حصلت الزوجة المثالية المطلوبة ؟ و إذا ما حصلتها راح أعطيك دراسة أمريكية ممكن تدرك أن هذه المرأة المثالية قد لاقيتها يوما ما و لكن لم تعرف كيف تصل إلى قلبها….

  9. صباح الخير أخوي أحمد،

    اظن والآن وجدت ضالتك في رفيقة دربك واتمنى لكم السعادة دائما، وكما رأيتها مع اني لا اعرفها شخصيا ولم يسبق لنا التعارف لكن من سيمائها الطيبة والذكاء والخلق الحسن “ربي يهنيكم”.

    لكن يدور في بالي سؤال ، سبق ان قلت في مقالك “كمال النضج يعني قرب انتهاء الصلاحية ” ، هل يعني انتهاء دورها ك زوجة لسبب كبر السن ف يكون فارق السن بينهما سببا للإختلاف او انتهاء صلاحية لبناء عائلة من بنين وبنات!!

    سؤالي ليس استنكارا فقط للتوضيح.

    هناء

  10. قصدي مهما بحث الانسان عن شريك كامل النضج فلن يجده، ربما يجده في العجائز والشيوخ!

اترك رد