حياة في الإدارة 1-2

   حضرت الكثير من الدورات وورش العمل الإدارية، ولم تقدم جميعها تلك الفائدة كتلك التي قدمها لي الدكتور الإداري الفذ غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة).

   هذا الكتاب هو أول ما قرأته لغازي، ثم ظل مركوناً في المكتبة لفترة طويلة، وكنت كلما وقعت عيني عليه أقول (هذا الكتاب يجب أن يُقرأ مرة ثانية)، ولكن رغبة قراءة كتاب جديد عادة ما تتغلب على رغبة قراءة كتاب جميل تمت قراءته، إلى أن أقترحت، كوني المسئول عن إدارة الجلسة النقاشية القادمة، على الأخوة في نادي الكتاب بجمعية الباحثين والمخترعين البحرينية (برينز) بأن نتناول كتاب (حياة في الإدارة) بدلاً من (العالم مسطح)، نظراً لحجم هذا الأخير !

   سعدت بهذا الالتزام، إذ لم يعد لمعادلة الرغبات معنى، وكان لزاماً علي أن أقرأ الكتاب قراءة ثانية، وأشير إلى ما فيه من فوائد ومواضيع، لإثارة النقاش في الجلسة. وكانت القراءة الثانية هذه بمثابة التكرار الذي يعلم … الي يبون يصيرون شطار! ولم تكن متعتي في قراءته أقل من متعة القراءة الأولى، بل تزيد.

   والملفت للنظر في هذه السيرة الإدارية أنه لم يقسمها كاتبها إلى أي نوع من التقسيمات، وفي رده على سؤال تركي الدخيل حول هذه النقطة قال القصيبي: (الكتاب ترجم للغة الإنجليزية وكان الناشر يصرّ على أن توضع له فصول وهذا.. ووضعت له فصول يعني لم تكن قضية وضع فصول مشكلة، أنا كان في ذهني شيئين لو تقرأ الكتاب أو لو تعيد قراءته أن يعني القصة التي تروى في الكتاب قصة بدأت من الطفولة يعني كيف الطفل تعرف على الإدارة في بيته ثم في مدرسته ثم فهي حلقة متكاملة، بعدين كيف تحول الأستاذ الأكاديمي تدريجياً إلى إداري، ثم كيف انفتحت شهية الإداري للمزيد من التحديات، هذه لو قسمتها لفصول مصطنعة أعتقد يعني هالتدفق أو الاستمرارية في القصة ستنته … والشيء الثاني: أنا لم أرد قراءة انتقائية، ما كنت أبغى شخص يقول خلينا نروح نشوف السر في وزارة الصحة، خلينا نروح نشوف..).

   من السهل تناول الكتاب حسب فصوله وفروعه لمناقشته، ولكن بأي طريقة سنتناول مناقشة كتاب لا فصول ولا تقسيمات فيه؟!

   إضافة إلى استظلاع آراء المشاركين حول الكتاب وأسلوب الكاتب عموماً، فقد قسمت الكتاب إلى ثلاثة أقسام: دروس إدراية، مقتطفات، وجهة نظر. وسأكتفي في هذا المقال ببعض ما جاء في هذا الكتاب من دروس إدارية..

دروس إدارية

  • (تغير القبعة).. بتغير الموقع يتغير السلوك! (وهذا لا يعني دائماً تغير الشخص من الداخل، ولكن تغير طبيعة المهام والمسئوليات قد تفرض عليه تغيير سلوكه).
  • مع التعقيد يجيء، بحتمية لا مناص منها، الفساد.
  • المنظومة الإدارية مرتبطة بتربتها وجذورها على نحو لايختلف عن ارتباط المنطومة السياسية بتربتها وجذورها.
  • لا تستطيع أن تخضع الآخرين لسلطتك … إلا عن طريق ثلاثة دوافع:

         الرغبة في الثواب.

         الخوف من العقاب.

         الحب والاحترام.

  • الذين لا يستطيعون التقيّد بالمواعيد لا يستطيعون تنظيم حياتهم على نحو يجعلهم منتجين بحدٍ عالٍ من الكفاءة.
  • على صانع القرار ألا يتخذ أي قرار إلا إذا اكتملت أمامه المعلومات.
  • يحسن بالمرأ، في عالم الإدارة، وفي عالم الحياة الواسع، أن يوطّن نفسه على التعامل مع جسام الأمور وتوافهها على حد سواء.
  • لا تتعامل مع أي موقف دون أن تكون لديك الصلاحيات الضرورية للتعامل معها.
  • إفتح المجال أمام الآخرين وسوف يذهلك ما تراه من منجزاتهم.
  • لا شيء يركز التفكير، كما قال هنري كيسنجر، مثل غياب البدائل.
  • لا ينبغي على الرئيس الإداري، مهما كان تعلقه بالمؤسسة التي يرأسها، أن يختلق جدوى لا توجد وأن يحرص على توسع لا ينفع.
  • السلطة، مهما كانت واسعة، لا تضمن تحويل القرارات إلى واقع ملموس.
  • السلطة، بلا حزم، تؤدي إلى تسيّب خطر، وإن الحزم، بلا رحمة، يؤدّي إلى طغيان أشد خطورة.
  • لقاءا شخصياً واحداً قد يحقق ما لا تستطيع عشرات المراسلات الرسمية تحقيه.
  • لا تستح أبداً من أن تعتعرف بجهلك وأن تعالجه بخبرة الخبراء.
  • لا شيء يتعب أكثر من التعامل مع الأبطال، كما قال هنري كيسنجر، وأضيف: والتعامل الشخصي مع المساعدين الأكفاء.

3 صفات لا بد من توفرها للقائدة الإداري الناجح

1-    معرفة القرار الإداري الصحيح (وهذا يحتاج إلى الحكمة).

2-    إتخاذ القرار الصحيح (وهذا يحتاج إلى الشجاعة).

3-    تنفيذ القرار الصحيح (وهذا يحتاج إلى المهارة).

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

10 تعليقات على “حياة في الإدارة 1-2”

  1. سعدت بقراة التدوينة وسعدت اكثر بحضور النقاش
    غازي رجل غني فكريا واداريا، احبه كثيرا ..

    شكرا لك احمد

  2. بارك الله فيك
    سأقتني الكتاب لما فيه
    من فوائد جمة ذكرتها

    يسر الله لك ووفقك

  3. ظرتي الشخصية
    ان لك من الحكمة نصيب واحدى سماتك الشجاعةوانك من المهارة بتجاربك قريب فلا غرو ان لك
    حياة في الادارة..

    شهدت العديد من مشاركات سابقة لك في نشاطات عدة واتوقع لك مستقبل اداري ناجح بإذن الله..

    تحياتي..
    lebon”
    less-is_more@hotmail.com

اترك رد