طموحات إمبريالية

   هذا كتاب أصدرت نسخته العربية (دار الكتاب العربي) في عام 2006، وهو عبارة عن تسع مقابلات أجراها ديفيد برساميان مع نعوم تشومسكي، تناولت مواضيع عديدة يتركز معظمها حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وكذلك عن بعض القضايا السياسية الفكرية داخل أميركا. أنقل لكم هنا بعضاً مما جاء في فهرسي الخاص له [1]:

 

بداية صناعة الدعاية المنظّمة

   "تجدر الإشارة إلى أن هذه الصناعة –يقصد صناعة الدعاية المنظمة- نشأت في المجتماعت الديمقراطية، فقد استُحدثت أول وزارة للدعاية المنسقة، وزارة الإعلام، في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى. وكانت "مهماتها" كما عبروا عنها، "توجيه فكر معظم العالم". لقد كانت الوزارة مهتمة على وجه الخصوص بعقل أميركا، وبخاصة عقول المثقفين الأميركيين. كانت بريطانيا بحاجة إلى الدعم الأميركي للحرب، واعتقد المخططون في الوزارة أنهم إذا تمكنوا من إقناع المثقفين الأميركيين بنبل المجهود الحربي البريطاني، فسينجح أولئك المثقفون في دفع الأميركيين المسالمين من حيث الأساس –الذين لا يريدون بحق أي علاقة بالحروب الأوروبية- إلى نوبة من الهستيريا التي تحملهم على الانضمام إلى الحرب. لذا كانت دعايتهم تستهدف التأثير على الرأي العام الأميركي بالدرجة الأولى. واستجابت إدارة ويلسون بإنشاء أول هيئة دعاية للدولة هنا، لجنة الإعلام العامة".

 

 

السيطرة على الجمهور.. مبدأ ماديسون

   "هناك في الواقع مصادر دستورية جيدة لهذه النظرة إلى الجمهور. فقد استند إنشاء البلد على مبدأ ماديسون –الرئيس الرابع للولايات المتحدة، شارك في وضع مسوّدة الدستور الأميركي وإعلان حقوق المواطنين- الذي يرى بأن الشعب خطير جداً: يجب أن تكون السلطة بأيدي من دعاهم ماديسون (ثروة الأمة)، وهم الأشخاص الذين يحترمون الملكية وحقوقها ولديهم الرغبة في (حماية الأقلية الثرية من الغالبية)، التي يجب أن تكون مجزّأة بطريقة أو بأخرى.

   ومن المنطقي جداً تطور صناعة العلاقات العامة في المجتمعات الديمقراطية. فإذا كان بوسعك السيطرة على الشعب بالقوة، لا تصبح السيطرة على أفكاره أو مشاعره مهمة جداً. لكن إذا فقدت السيطرة على الشعب بالقوة، فلا بد من السيطرة على مواقفه وآرائه.

   واليوم لا تمارس الحكومة هذه السيطرة بقدر ما تمارسها الشركات –بطبيعة الحال يقصد الولايات المتحدة هنا وليست جميع الدول بما فيها دولنا العربية-".

 

 

البساطة.. وتعقيد المثقفين

   "إنني أكن احتراماً عميقاً لغرامسكي –عالم الإجتماع الإيطالي-، لكنني أعتقد أنه يمكن إعادة صياغة ذلك التعليق، وتحديداً أن تقول الحقيقة فحسب. بدلاً من تكرار التعصب الأيديولوجي، وتفكيكه، حاول إيجاد الحقيقة، وعبّر عنها. وهو أمر يتسطيع أن يفعله أيّ منا. تذكر أن المثقفين يضمرون الفكرة بأن عليهم جعل الأشياء تبدو معقّدة. وإلا ما هي علة وجودهم؟".

 

 

ماذا نفعل لتغيير الوضع ؟

   في رده على السؤال: "هذه مشاكل ضخمة. ماذا يسعني أنا كفرد أن أفعل حيالها؟" وهذا سؤال مهم، يواجهه معظم الشباب العربي، من هنا تأتي أهمية الإجابة..

   "بعد كل خطاب ألقيه في الولايات المتحدة، يقترب مني بعض الأشخاص ويقولون، (أريد أن أغير الأمور. ماذا يمكنني أن أفعل؟) … ليس هناك صعوبة في العثور على المجموعات التي تعمل جاهدة في القضايا التي تهمك وأن تنضم إليها. لكن الناس لا تريد هذه الإجابة.

   أعتقد أن السؤال الحقيقي الذي يريد أن يطرحه هؤلاء الأشخاص، (ماذا يمكنني أن أفعل لوضع حد لهذه المشاكل، على أن يكون سريعاً وسهلاً؟) لقد شاركت في مظاهرة ولم يتغير أي شيء. وسار 25 مليون في الشوارع في 15 فبراير، ومع ذلك مضى بوش إلى الحرب، إنه أمر ميؤوس منه. لكن الأمور لا تسير على هذا النحو. إذا أردت أن تحدث تغييرات في العالم، عليك أن تشارك يومياً في العمل البسيط والممل لاجتذاب أشخاص مهتمين في قضية ما، وأن تبني منظمة أكبر قليلاً، وتنفذ الخطوة التالية، وتشهد الإحباط، وتصل إلى مكان ما في النهاية. هكذا يتغير العالم. هكذا تتخلّص من العبودية، وهكذا تحصّل حقوق المرأة، وتحصل على حق التصويت، وتحمي العمّال. لقد تحقق كل مكسب تسطيع الإشارة إليه عن طريق هذا النوع من الجهد –لا من مشاركة الناس في مظاهرة واحدة والانسحاب عندما لا يحدث شيء أو التصويت مرة  واحدة كل أربع سنوات ثم العودة إلى البيت …".

 

 


[1] الفهرس الخاص.. فهرس أعده لكل كتاب أقرأه تقريباً، أشير بواسطته إلى المواضيع التي تعجبني أو أجد أنها مهمة. وهي عادة يفعلها كثير من القراء.

 

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

3 تعليقات على “طموحات إمبريالية”

  1. اخي الكريم
    اختيارتك تدل عليك
    وتجعلني أزدد احتراما لك
    تقبل محبة اخيك

  2. شكراً أستاذ محمد
    شهادة منك.. شهادة من أستاذ مميز
    أفتخر بها جداً 🙂

  3. دول الخليج ضحية عملية نصب عالمية!!!

    الطاقة النووية السلمية أصبح موضوع قديم عفى عليه الزمن ومحفوف بالمخاطرومعظم الدول المتقدمة بدأت تستعمل بدائل أخرى سلمية للطاقة أقل تكلفة وأقل خطرا وتحقق نفس النتائج .. فلماذا لانبدأ من حيث انتهى الأخرون؟ لماذا نشترى دائما التكنولوجيا القديمة سواء فى المجال العسكرى أو السلمى؟ لماذا نحاول أن ندخل فى متاهات النووى ونحن دولة من دول العالم الثالث التى تستورد التكنولوجيا بخيرها وشرها وفى هذه الحالة الشر أكثر من الخير حسب كل الدرسات والأبحاث على مستوى العالم كله ؟

    الموضوع بكل بساطة وبعيد عن التعقيدات العلمية هو أن الطاقة النووية وحتى السلمية منها لها مخاطرعلى المدى القصيروالطويل منها أنه لايوجد حل معقول للتخلص من النفايات النووية .. اذا تخلصنا منها فى البحر أو فى أعماق التربة فهى ستسمم المحاصيل والاسماك .. واذا حدث لاقدر الله زلازال وانفجرت المحطة فهذا انفجار نووى كامل .. أما اذا أخطأ عامل فالخطورة قائمة وهناك حادثة “ثرى ميل ايلاند” بالولايات المتحدة و” تشرنوبل ” فى أوكرانيا بسبب التقصير البشرى.. هذا بالاضافة الى ارتفاع نسبة الاصابة بسرطان الدم للبشر المقيم قرب المحطات النووية ” طبقا للتقارير البريطانية والألمانية”.

    وأخيرا لابد من ذكر قول خبير الطاقة النووية النمساوى Erwin Mayer فى يوليو 2008 ان ما يحدث الأن هو أخر محاولة قوية جدا للوبى الطاقةالنووية و بصرف النظر عن المفاعلات النووية و خطورة أعطالها والتى تتكرر بصورة تكاد تكون أسبوعية وعدم وجود حل لمشكلة دفن النفايا النووية يرى مثلما يرى العالم النمساوي Peter Weish أن نهاية صناعة المفاعلات النووية فقط قد تم تاجيلها بصورة أصطناعية لأنه على الأكثر فى خلال 40 سنة سينفذ كل مخزون اليورانيوم وهو اللأزم لتشغيل المفاعلات النووية.

    دول الخليج يستطيعون تغطية احتياجاتهم الكهربائيه من الطاقة الشمسية وكذلك تحلية مياه البحر والفائض يمكن تصديره للدول الأوربية .

    هناك 4 مقالات هامة عن هذا الموضوع و هى النووى كمان و كمان ـ كارت أحمر ـ كارت أخضر ـ الأشعة الذهبية.‏

    ارجو من كل من يقراء هذا ان يزور ( مقالات ثقافة الهزيمة) فى هذا الرابط:

    http://www.ouregypt.us

اترك رد