
كثيرة هي التساؤلات والتحديات التي تبرز في أذهاننا، كردة فعل طبيعية لأي صفعة نتلقاها، ولكن السؤال الذي أود إبرازه هنا هو: ماذا بعد صمود غزة أو سقوطها –نسأل الله الصمود- ؟! فمآسي القضية الفلسطينية مستمرة منذ احتلالها، وستتفجر مأساة تلو الأخرى في المستقبل، فهل ستستمر معها محدودية ردود أفعالنا في تنظيم المظاهرات، وجمع التبرعات، وإلقاء الخطب وتوقيع البيانات وغيرها من أساليب التعبير عن الرفض والشجب والتنديد ؟! أم أننا سنتطور يوماً وسنقول بعد كل هذا (أما بعد) ؟!
إذا كانت هي فصل الخطاب، أعني (أما بعد)، يُقصَد بها التخلص من المقدمات إلى ما يريد المرء بيانه، فنحن نحتاج إلى (أما بعد) أخرى لفصل الأفعال، أو بعبارة أدق، لتوجيه ردود الأفعال العاطفية إلى مشاريع ومناهج وأفكار تؤتي أكلها ولو بعد وقت طويل، وهذا دور القادة، قادة الفكر والرأي على وجه الخصوص، الذين يستطيعون -بتأثيرهم وبمساعدة الفاعلين الآخرين في ربطهم بالجماهير- حشد طاقات الجماهير وصبها في أوعية متعددة، مصممة بعناية لتستوعب أوسع شريحة ممكنة، لا من حيث التخصصات فحسب، بل حتى من حيث الأيديولوجيات.
ومثلما هو الحال في الخطابة والكتابة، (أما بعد) تعني الانتقال من المقدمات، وهي رغم أهميتها سهلة التحضير، إلى صلب الموضوع، فكذلك (أما بعد) “الفعلية” التي ننشدها. وبطبيعة الحال لا يمكن لمتحدث أو كاتب أن ينتقل من المقدمة إلى جوهر الموضوع من دون أن يعرف هذا الجوهر وما فيه من مضمون ومحاور معرفة علمية دقيقة. إذا فهمنا ذلك، وهو مفهوم بديهياً، فمن السهل معرفة سبب غياب (أما بعد) “الفعلية” في ما نتخذه من مواقف، أو نُعَبّر عنه من شجب وتنديد، أو حتى مباركة وتأييد في بعض الأحيان !
لهذا السبب -أقصد غياب صلب الموضوع- تكثر الأسئلة، من قبل الشباب خاصة فكثير من كبار السن قد فقد الأمل! (ماذا نفعل؟) و(ما الحل؟) و(هل إلى خروج من سبيل؟).
في اعتقادي، يجب أن يدرك الشباب، وأنا أولهم إن كنت لا أزال شاباً، أنه لن نجد من يهدينا الحل على طبق من ذهب، ولن يرسم لنا أحد إطار الفعل المنتظر منا، ولن يرشدنا أحد إلى سبيل الخروج! بل البحث والتفكير في معرفة الفعل والحل والسبيل هو أول فعل يجب أن نقوم به، وهو بداية الطريق للوصول إلى الحل، وأول خطوة في السبيل للخروج من المأساة.
نحن بحاجة ماسة إلى إعمال الذهن، وإلى قراءة التاريخ واستنتاج العبر منه، وإلى دراسة الصهيونية وأسرار نجاحها، وإلى استكشاف نواميس وقوانين نهوض المجتمعات، وإلى معرفة دقيقة بالواقع، وإلى التشكيك في الآراء ووجهات النظر المطروحة، لا لمجرد التشكيك إنما لتجنب الاعتماد عليها من دون فحص ونظر، فكثيرةٌ هي الآراء التي بُنيت على أساس أيديولوجية معينة أو لمصلحة فئة معينة قد لا تستوعب المصلحة العامة، وقبل ذلك كله نحتاج إلى كثير من إيمان وأمل وطموح وإصرار.
فهل نكف بعد اليوم عن مجرد طرح تساؤلنا (ماذا نفعل؟)، فاغرين أفواهنا منتظرين الإجابة، ونبدأ جادين في البحث عن هذه الإجابة لكي نستطيع أن ننطلق منها يوماً ونقول بلسان حالنا (أما بعد) ؟!
صح لسانك
بس والله…………لوياخذوني اجاهد اروح…….
احس حتى لماندفع المساعدات الماديه ندفعها واحنا مشككين هل ستصل ام لا؟
سنيييييييييييييين واحنا نتبرع مااشوف يوصل لهم شي..نبي حلول سريعه و اذا لم تكن جذريه..
وأخيرا ليس بحيلتنا الآن إلا الدعاء والدعاء والدعاء..فيارب الأرض والسماء يا ودوود فرج عنهم كربهم وهمهم وغمهم بحق رحمتك التي وسعت كل شي..وإغفر لنا ذنوبنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات على أرجاء البسيطه الأحياء منهم وجميع الأموات ,و إهدنا الى الصراط المستقيم…
zari
مقال جيد
يعطيك العافية أخوي
وللأسف هذه هي الحقيقة
قال تعالى ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت إتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون )
الشرك هو سبب ما نحن فيه من محن
والمعاصي بريد الكفر كما قال سلفنا الصالح
مليارنا ضائعٌ في الفنِ منهمكٌ
وفي الرياضةِ مثلُ الثورِ والبقرُ
ساد المرابون في أموال أمتنا
قاد الخنازير في الأخلاق والفِكَرُ
إعلامنا تابعٌ للغربِ منهزمٌ
ذيلٌ فكيفَ يكونُ الذيلُ منتصرُ؟
والحل هو جهاد النفس والهوى والشيطان أولاً حتى نكون آخذين بما أخذ نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين
قال تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
لا حول ولا قوه الا بالله
انا معك فيما قلته نحن بحاجة الى اما بعد لكن اما بعد لا تأتي الا بعد نضال طويل وصبر عميق لكي نترجم الاجتجاج الى نتائج يريدها الناس على ارض الواقع
تحياتي لك على هذا المقال المتميز
المقال في وقته 🙂
الحين يا الوقت ان انقول “ماذا بعد” و انخطط ل”ماذا بعد”..
هذا السؤال كان المفروض ينسال من بعد الانتفاضه الثانيه.. المقاطعات و المظاهرات كان من المفروض تنظم من جه معنيه رسميه، اذا ماكانت في البحرين من الجامعه العربيه نفسها..
مو كل ما اصير شي في فلسطين او في القطاع نطلع و نهتف ونحرق و بعدين انفترق و ناخذ وجبه من ماكندوناد او فرابجينوا من استاربكس وغيرها..
لازم اكون اهناك تنظيم و تخطيط لهذي العمليه
واله يعطيك العافيه 🙂