مطالبة ضلت الطريق !

طالب الطالب جعفر الجمري، في مقال له، وعن مجموعة من طلبة كلية الحقوق بجامعة البحرين، نشر في جريدة أخبار الخليج، "أتمنى لا بل أترجى جميع من لهم باع –يقصد شأن- في تحديد مواعيد الامتحانات، اختيار أوقات مناسبة تهم مصلحة الطالب"، ووصف ذلك: "وهذا بما لا شك فيه لا يشكل أدنى صعوبة تثقل كاهن الجامعة في شيء، فالمسألة مسألة تقديم أو تأخير أيام ليس إلا" !!
أما سبب الطلب فيختصره عنوان المقال (يا جامعة البحرين: الامتحانات النهائية في قلب أجواء عاشوراء.. لماذا؟!). أنا، وعن طلبة كُثُر في في مختلف كليات الجامعة، نقف مع هذه المطالبة بمراعاة أوقات الامتحانات ولكن "نتمنى، بل نرجو" أن يضاف إلى "أجواء عاشوراء" ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، فكما نعلم، وأحسب أننا متفقون، أنها أفضل ليالي السنة، فيها ليلة خير من ألف شهر. وأنقل أيضاً مطالبة، لم تصلني بعد! من إحدى الطالبات، وعن عدد من الطلبة في مختلف كليات الجامعة، بأن يضاف إلى ذلك، الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، فهي أفضل الأيام في السنة، وأجر العبادة فيها مضاعف! ومن المؤكد أن هناك طلب ثالث ورابع وخامس في الطريق !
ربما لا زال شعور "ممثل عن الطلبة، كل الطلبة" يتملكني، لذا لا أقول كما قال الطالب "فلتعمل الجامعة استبياناً لجميع الطلبة على إقامة الامتحانات في أجواء عاشوراء ولنرى نسبة القبول ونسبة المعارضة!"، وإنما أراعي مصالح جميع الطلبة، وخوفاً من "تسلط الأكثرية" الذي يهز أركان عدل الديمقراطية، فلن أعتمد الاستبيان وسيلة، وإنما يجب أن نراعي الجميع، مهما قل عددهم أو كثُر، ففي جامعتنا نصارى، يجب أيضاً أن نأخذ أعيادهم ومناسباتهم الدينية ونضعها في الحسبان عند اختيار أوقات الامتحان. وكنت أعرف طالباً بهائياً، ربما لا زال هناك غيره، هؤلاء أيضاً يجب أن توضع "أجواء" مناسباتهم في الحسبان، ففي النهاية المسألة "مسألة تقديم أو تأخير أيام ليس إلا" !!
يتساءل الطالب "فلا أعلم وأين ألوذ لكي أذاكر وامتحاني في يوم ثامن محرم …. ناهيك عن أن بيتنا قريب من خمسة مآتم تقريباً". عزيزي، إني والله أشاركك المعاناة بفارق بسيط، فأنا لا أعلم ولا أين ألوذ لكي أذاكر، أو أقرأ، أو أنعم بلحظات هادئة، في بيتي، لا في ثامن محرم فحسب، إنما في معظم أيام السنة! وليس بيتنا بالقريب جداً من المأتم، أو المأتمين، أو الثلاثة. ولكن قانون العويل والصراخ، عفواً مكبرات الصوت، يقضي على المسافة، كقضاءه على أدنى سلوكيات الأدب والاحترام.
مطالبتك الرائعة هذه يا عزيزي ضلت طريقها، يجب أن تذهب لمن يقف خلف مكبرات الصوت، ليستشعروا ما تسببه هذه المكبرات من مضايقة وسوء، وأنا متأكد أن لو نصحهم غيرنا –أنتم مثلاً- سيبدأون في التفكير بالأمر بجدية. ومتأكد أيضاً أنهم بما يملكون من علم وفقه وحكمة ومراعاة لأبناء البلد -أنتم على الأقل- فسوف نرى حلاً لهذه المعضلة. وكما قلت "فالحضور واجب والدراسة أوجب"، أزيد: وكذلك احترام الآخرين، وعدم ازعاجهم وإيذائهم أوجب.
 

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

8 تعليقات على “مطالبة ضلت الطريق !”

  1. جميل جدا مقالك وقبيح جدا زج الناس أنفسهم بما لا يفقهوا فيه فلو علم الجعفر أن المسأله تعدى تقديم ايام وتأخيررها لما طالب ادارة الجامعة (وما أكثر من يطالبها) بهذة ال….مطالبة 🙂

  2. اشمعنه احنه اللي انعرف ندرس في رمضان وليالي الطاعة والعبادة .. “لانه مانخربط في هل ايام “

  3. فعلا مطالبة ظلت طريقها فبدلا من ان تتوجه المطالبة الى وزارة الاوقاف الجعفرية لو ضع الية ونظام معين في (( الحسينيات )) بحيث لا تكون سببا في تعطيل الناس عن مصالحهم وازعاجهم الى اوقات متاخرة من الليل …. توجهت المطالبة الى جامعة البحرين لتغيير اوقات الامتحانات ….. فيا عجبي !!!!!

    مع كل الاحترام لصاحب المقال جعغر الجمري فانا اكن له كل احترام وتقدير

    وفقك الله يا بوسلطان

  4. قريت مقال الاخ جعفر في الجريده وفعلا تعاطفت معاه..

    انه معاك ان الدراسه في هل اوقات صعبه لكن امي كل كانت اتقول لي “الي في قلبه الدراسه بيلقى الف طريقه وطريقه عشان يدرس”، وانه معاها الصراحه…

    امقدره انك تشتغل وتدرس في مفس الوقت بس كان في امكانك انك تاخذ اجازه واتروح اي مكتبه في البحرين او حتى اي كوفي شوب تقعد تدرس لي الصبح.. ادري دراست البيت غير لكن شتسوي!!

    مطالبتك ان اغيرون وقت الامتحانات واااايد صعبه، لان الكورس الاول من كل سنه دراسيه اكون قصير بسبب الاجازات و العطل والاعياد وغيرها.. واصلا الجامعه تأخرت ذي الكورس في تقديم الامتحانات مراعيه جو عاشورا

    للحين اتذكر يوم كنت في صف الخامس، كنا انقدم امتحانات النهائية للفصل الدراسي الاول، وكان الجو باااااااااااارد و غير انا كنا في ارمضان، وانه من طبيعتي ان انام واااايد من وقت، فكانت الدراسه بالنسبه لي شبه مستحيله.. للحين اتذكر اشلون كنت احاول احفظ اسامي الرخويات و البرمائيات و اشبون اتعيش واتغذا على الفطريات و الحيوانات المجهريه “ماصدق ان للحين اتذكر المقرر :)”

    المهم فكنت كل ما انود اروح اقسل ويهي بالماي الباااارد علشان اصحصح وشرب جاي حار، ولاني كنت اتشارك غرفه النوم مع اخواني فكنت اقعد ادرس على ليت الدري لان ليت الصاله الفوقيه كان محترق

    الي ابي اقوله اني كافحت و سويت الي علي وتوكل على الله بالرغم من الصعوبات الي واجهتها ولازلت اواجها في دراستي و في النهايه خذيت 47 من 50 في الامتحان.. وهذي شهاده للحين اعتز وافتخر ابها

    تحياتي 🙂

  5. السلام عليكم

    نعم يا أخي أحمد يجب مراعاة هذه المناسبات

    ولكن

    عند اخواننا الشيعة كل اسبوع وكل شهر مناسبات مالها أول ولا تالي

    عشرات المناسبات وفي كل هذه المناسبات مكبرات الصوت من فوق المآتم تصرخ

    انا عن نفسي في الامتحانات الأخيرة شعرت بصعوبة في المذاكرة 5 مآتم تقريبا يم بيتنا كل مآتم صراخ وعويل لي الصباح ومن الصباح يبدأ الشفت الثاني لي الليل، مع أن هذه المآتم ليست قريبة جدا فهي تبعد مآت الأمتار ولكن السماعات مشغلينهم حدهم

    والأصوات متداخلة وتحدث شوشرة لأن المآتم بالقرب من بعض وبعضها لاصق في الثاني

    احنا ما نؤمن بهذه المناسبات لكن غصب نعيش اجوائها

    فالحل في نظري هو منع السماعات من فوق المآتم أو تخفيض أصواتها حتى يتمكن الجميع من المذاكرة

  6. أشكر الجميع على المرور والتعليق..

    أختي حوراء..
    شكرا على المرور والإضافة..
    وأهنئك على مدونتك الجميلة.. فإني أقرأ ما تكتبين فيها بين الحين والآخر..

    أختي هل عندك اقتراح بطريقة جديدة لإيراد الإبل في هذه المسألة ؟؟

    لو تحسين بما أحسه من ازعاج متكرر، لالتمستي لي العذر..

    شكراً مرة أخرى 🙂

اترك رد