ليست مجرد تجربة (11)

أول مكتب !
     كانت فترة، وأزمة التسجيل اختباراً عملياً لمدة أسبوع تقريباً، استطعت من خلالها تقييم أداء أخواني وأخواتي أعضاء المجلس، بعيداً عن الشعارات والبرامج، التي أمطرتنا حملاتهم الانتخابية بها في فترة الانتخابات. كما تشكَّلت في هذه الفترة نواة فريق عملي الخاص، بعد مباشرة كل من "زهرة" و"فاطمة" العمل في اللجنة منذ أول أيام فترة الحذف والإضافة، وانضمت إليهما لاحقاً الأخت "شيماء".
     لم أضع خطةً، ولا تصوراً واضحاً لعمل اللجنة، فقد كنت حديث عهدٍ بالعمل الجماعي، فكيف بإدارته؟! وما زاد الأمر تعقيداً، بالنسبة لي خاصة كرئيس لأهم لجنة، هو غياب آلية واضحة لعمل المجلس، فلا لائحة داخلية، ولا لائحة لجان، ولا تصور واضح في كيفية التعامل مع مشاكل الطلبة إذا ما وصلت للمجلس، والمهمة التي تعد الأبرز من مهام اللجنة، باختصار، كان المجلس، ولا زال، حتى وقت كتابة هذه الأسطر، هيئة طلابية تختلف طريقة عملها باختلاف الأعضاء، وليس هيئة لها نظامها المحدد تسير عليه، يلتزم به الأعضاء مهما تغيرت وجوههم. ومن هنا يتضح سبب تباين أداء المجلس بين دورة وأخرى.
     وقد قَدَّمت عضوة المجلس آنذاك، الطالبة "أمل فريد" لائحة داخلية مقترحة، مرفقة مع لائحة عمل لجان أيضاً، إلا أن أعضاء المجلس لم يقروها! وأنا من أولئك الذين عرقلوا سير هذه اللوائح المقترحة، بناءاً على جهلي في العمل النقابي حينها، وعلى رغبة رئيس المجلس الذي كان يرى في وضع هذه الأنظمة واللوائح تقييداً للعمل! ولعلي كفَّرت عن هذه الخطيئة في دورة المجلس التالية، أي بعد سنة، بوضع لوائح داخلية كأول عمل قمت به بعدما أصبحت رئيساً للمجلس. والمفارقة أني كنت فخور جداً بهذا الإنجاز!
     بعد فترة من العمل تعرفت على عدد كبير من موظفي الجامعة، وعرفت مسؤولية كل منهم، وبنيت معهم علاقة بعيدة كل البعد عن كل ما هو رسمي، وكان لذلك الأثر الكبير في تيسير أي عمل أقوم به، وفي التغلب على كثير من الصعوبات التي واجهتها لاحقاً. وبذلك أصبح لدي، وربما قبل غيري من الأعضاء، علم من أين تُطلب المطالب، وأين أجد جوابي على أي سؤال، ومن هو الموظف المناسب لهذه القضية، أو الموظفة المناسبة لتلك المسألة. فاستغليت هذا الأمر أيما استغلال!
     وقتها، بعد مرور أكثر من سنتين على ولادة المجلس، لم يكن للمجلس مقر بالجامعة في الصخير، إنما كان مقره الوحيد في فرع الجامعة بمدينة عيسى، المكون من قاعة للاجتماعات، وغرفتان، واحدة للرئيس والثانية لأمين السر. فبذلت قصارى جهدي لأحصل على مكتب في الصخير أستطيع من خلاله تفعيل عمل اللجنة. فحصلت على مكتب، وكان أول مكتب خاص للجنة من لجان المجلس في الصخير منذ نشأة هذه الهيئة الطلابية. وتناوب بعض الأعضاء لاحقا في الاستئذان لاستخدامه. نفس السعي جاء بعد ذلك لتزويد المكتب بجهاز كمبيوتر، وطابعة، وهاتف، يحمل رقماً، حسدني عليه مدير دائرة الأنشطة الطلابية، مستغرباً كيف حصلت على رقم متناسق لم يستطع هو أن يحصل على مثله رغم طلبه!
     وبعد أن زاد قليلاً حجم العمل، ولضيق المكتب، سعيت للحصول على مكتب ثاني، ليكون المكتب الأول للأخوات العاملات في اللجنة، أما الثاني المجاور للأول فأصبح خاص بي! ولا زلت أذكر كيف كان يسلم علي جاري الأستاذ باحترام جم، يحسبني أستاذاً مثله! ربما حقيبة الكمبيوتر المحمول التي كنت أحملها دوماً، إضافة لكبر سن شكلي، هما السببان الرئيسان لهذا الحسبان الخاطئ، الذي لم يتفرد به هذا الأستاذ الفاضل، بل شاركه فيه العديد من الطلبة والأساتذة!

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

4 تعليقات على “ليست مجرد تجربة (11)”

  1. يعطيك العـــافية ع التقرير …

    مجلس كهذا كان يجب عليه، ويجب الآن ان يكون لديه لائحة خاصة !

    واضح من بين أسطرك ثمرة السعي لشي ما … مكتب واحد ..ثم ..مكتب لآخر…

    أما بالنسبة لحملك لجهاز الاب توب ..فهذا الشي استعجبني من تفيكر الناس هههه

  2. هذا أخر ما سأقره اليوم
    لي عودة إن شاء الله يوم غد
    لقراءة بقية الأجزاء

    دمت بخير،،

اترك رد