قصة قصيرة.. ليست حقيقية تماماً !
فتح أحمد صحيفة الديرة، اطّلع على عناوينها الرئيسية، وقف عند العنوان التالي (برلمانيون عرب ضد الفساد في البحرين.. المؤتمر البرلماني العربي الثالث لمكافحة الفساد)، بعد قراءة الأسطر الأولى من الخبر، جرّته ذاكرته بقوة، فغابت عيناه عن الخبر، وتذكر تفاصيل يومه ذاك..
*****
– هل التقرير جاهز يا أحمد.
– نعم جاهز، كما طلب طويل العمر.
– يخرج المستشار القانوني، تدخل أنت بعده على طول، ولكن أرجو أن تستعرض التقرير مع طويل العمر بسرعة، فجدول أعماله مليء جداً اليوم.
– أبشر.
خرج من مكتب خالد رجل عريض المنكبين، يلبس بدلة فاخرة، وفي يده حقيبة، بقيت السيجارة أن تشغل فاه ليكون أفضل وصف: محامي كبير! صاح التلفون، جاء صوت خالد المرعب المصحوب بالكحات الخفيفة:
– عبدالله، أحمد وصل.
– نعم طال عمرك، هو أمامي.
– معه التقرير؟
– نعم طال عمرك.
– أدخله.
دخل أحمد المكتب، بعد أن مشّط لحيته، وأعاد "تنسيف" غترته، وطار في سماء الغرفة حتى حطُّ على أنف خالد وقال:
– صباح الخير يا طويل العمر.
– صباح النور أهلاً أحمد، كيف حالك.
– الحمد لله تمام، أسأل عنكم يا طويل العمر.
– نحن الحمد لله بصحة وعافية كما ترى، لنستعرض التقرير.
قطع صياح التلفون الحوار، ضغط خالد على الجهاز، وجاء صوت السكرتير:
– طال عمرك وزير التصنيع والمجمعات يقول أن الأمر طارئ.
– طيب..
جاء صوت الوزير، وأحمد جالس بكل سكينة وهدوء ووقار، في مكتب هذا المسئول المتواضع:
– طال عمرك، متى ستكف جماعة "عراقة" عن هذه اللعبة ؟!
– ما عليك يا بوعلي، اتصال شخصي مني، قبل الجلسة الموعودة تنسف كل تخطيط، كالعادة !
– يبدو أن الأمر هذه المرة ليس بهذه السهولة يا طويل العمر.
– لا عليك سأقوم بمناوراتي المعقدة، التي لا تتجاوز الاتصال !
– خير إن شاء الله، شكراً يا طويل العمر. تآمرني بشيء ؟
– لا تتصل بي في هذا الموضوع مرة ثانية رجاءاً، فإنه لم يغب عن بالي أبداً.
– إن شاء الله طال عمرك.
– مع السلامة.
– مع السلامة.
يضغط خالد على الزر مغلقاً الهاتف، يضحك ويقول لأحمد:
– يتصل بي لإيقاف جماعة "عراقة" عن المضي في قضية الميناء، ألم يفكر هذا المسكين كيف لجماعة "عراقة" أن تقدُم أصلاً على هذه المسألة، بهذه القوة، قبل أن تحصل على الضوء الأخضر؟ يا له من مغفل! ها ها ها.
– أتعني يا طويل العمر أنك…
– لا عليك يا أحمد، لا عليك. بالمناسبة أود أن أسألك سؤالاً، فأنت أفهم مني، على ما يبدو في أمور الدين.
– لا أظن يا طويل العمر، ولكن لا بأس، أسأل.
– أسمعت عن توقيف حملات الحج المخالفة ؟
– نعم سمعت.
– ما رأيك في إيقافها ؟
– يا طويل العمر، هناك لجنة عليا لشؤون الحج، وهناك إجراءات، ويجب أن تطبق هذه الإجراءات على الجميع.
– على الجميع يا أحمد ؟
– نعم يا طويل العمر، القانون يجب أن يمشي على الجميع، يقول عليه الصلاة والسلام: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
– عليه الصلاة والسلام، عليه الصلاة والسلام، هل هذا الحديث مشهور يعرفه الجميع.
– أشهر من النار على العلم يا طويل العمر.
– يعني ما نسميهم نحن في هذا المكتب بـ "الإسلاميين" يعرفونه ؟ ربما ؟
– بل أكيد يا طويل العمر.
– غريب!
– ما الغريب يا طويل العمر؟!
– لو تعلم يا أحمد من كان مكانك منذ يومين، وهو يرجو ويتوسل ويناجي ! طالباً إيقاف تطبيق القانون، برفع قرار التوقيف عن حملة من الحملات تدعى "الفصول".
– من يا طويل العمر؟!
– لا عليك من يكون، ولكن أظنهم من الناس الذين ينبغي أن يكونوا عارفين بالحديث الذي تلوته أنت منذ قليل، كما تظن أنت.
– إن كنت تقصد بمن تسمونهم في هذا المكتب بإسلاميين، فأنا لا أظن، أنا أؤكد يا طويل العمر أنهم يعرفون هذا الحديث ودلالته. أهااا تذكرت الآن، تذكرت يا طويل العمر.
– ماذا تذكرت؟
– تذكرت خطبة شيخنا "الفضيل"، من المؤكد أنه كان يقصد هؤلاء الذين كانوا مكاني منذ يومين.
– ماذا قال شيخكم "الفضيل" في هذا الشأن ؟
– قال يا طويل العمر: "’نواب سعوا للوساطة لدى المسؤولين لرفع المنع عن إحدى حملات الحج رغم علمهم بالتجاوز الكبير الذي ارتكبته هذه الحملة”. وقال: ”إن اللجنة العليا لشؤون الحج قد اتخذت إجراءاتها المشكورة ضد تسع حملات خالفت الشروط المتفق عليها والتي تحفظ لضيوف الرحمن حقهم في أداء الفريضة، ولكن الطمع والجشع والفساد لدى بعض هذه الحملات يجعلها تتجاوز أدنى أصول اللياقة.. ولقد علمت أن نائباً أو عدداً من النواب سعوا للوساطة لدى المسؤولين لرفع المنع عن هذه الحملة وهم يعلمون علم اليقين أن تلك الحملة متجاوزة”. وقال: أنه إن صح هذا فإنها طامة ما بعدها طامة أن يتوسط نائب لمن ثبتت مخالفته وصدر بحقه جزاء من الجهة المسؤولة، ورغم ذلك يذهب ويستجدي بكبار المسؤولين.. هذا الأمر لا ينبغي السكوت عليه أو التغاضي عنه. وتوجه بحديثه إلى النائب قائلاً: ”بأي حق تشفع لمن ثبت جرمه ووقع ضرره على ضيوف الرحمن؟ كان من الأولى وهو واجبك أن تقف ضد فساد هذه الحملات وهذه الحملة على وجه الخصوص بعد ما ثبت عليها ما ثبت لا أن تطلب الشفاعة لها؟ وأي ثقة ستبقى بعد أن وقف إلى جانب الفساد ليحميه وينصره؟”. داعياً في الوقت نفسه ”هذا النائب وأمثاله بالتنحي وتقديم استقالته فهو خير له وأنفع، كما آمل من المسؤولين أن يوصدوا الباب في وجهه ووجه أمثاله ممن يعينون المفسدين على فسادهم وبخاصة بعد أن أطلق قادة البلاد حفظهم الله تعالى تصريحاتهم بمحاربة الفساد دون محاباة أو مداراة لكائن من كان”.
– هذا ماقاله شيخكم؟!
– كما نقلته إحدى الصحف المحلية في اليوم الثاني تماماً يا طويل العمر.
رن الهاتف، ضغط خالد على الزر، جاء صوت السكرتير:
– أمر طارئ يا طويل العمر، طويل العمر يريد مقابلتك فوراً !
– طيب.
نهض من على كرسيه الوافر المريح، ومد يده لأحمد وقال:
– أنا آسف يا أحمد، كما ترى، الأمر طارئ !
– لا تتأسف يا طويل العمر، الله يوفقك لكل خير، وسلامي الحار لطويل العمر.
– نناقش التقرير غداً في نفس الوقت.
– بإذن الله.
*****
فتح أحمدعينيه، ورجع للصحيفة، وهو ينظر لبعض الوجوه، ابتسم وقال:
– ويتحدثون عن محاربة الفساد !
الله يعطيك العافية بو سلطان ((( هههههههههههههههههه )) قصة روعة وشخصياتها روعة الله المستعان.
شخصية احمد : شخصية ترى الامور بالعين المثالية والمجردة التي يجب ان يكون عليها الوضع ولكن هذه العين اليوم بعكس الواقع فمن يكون مثالي في نظرته يقال عنه (( مسكين غبي ما يفهم )) اشتقدر اتقول يا خوي الدنيا اللحين مو وردية خلاص الكل صار يدور مصلحتة عن طريق استغلال منصبة وكرسي نحن في حال لا يرثى لها الله المستعان .
.. وإحنا من “تقرير” لتقرير.. سؤال: هل تقرير أحمد “مثير للجدل” أيضا؟!!
لماذا الكل يحارب الإسلاميين ويشهر بهم ؟؟
يا اخ احمد لو كانوا مخطئوين فمن باب اولى التناصح فيما بينكم …
وهل هم المخطئون الوحيدون في هذا العالم !!!
استغفر الله ، ويالأسف لمن خلع عباءة التدين ولبس رداء الحداثة وغرر به واصبح احباب الأمس اعداء اليوم …
الله يغفر لك ويهديك ونحن معك اجمعين
مشكور أخوي رياض 🙂
راشد الغائب
هههههه
لا تقرير ولا هم يحزنون
قلنا ليست حقيقية (تماما)
المعلق الثالث..
أخي.. أولا شكراً على التعليق والاحترام.. كثر الله من أمثالك
ملاحظـة بسيطة أخي..
1- لقد نصح من هو أقرب مني منزلة.. وأكبر مني سنا.. وأكثر مني علما..
ومن فوق منبر صلاة الجمعة !! (ارجع لما نقلته من كلام الشيخ “الفضيل”.. منقول بالحرف من صحيفة يومية)
2- من قال أنهم المخطئون الوحيدون في العلم..
ولكن هل ننتظر كل العالم لننتقد ذاتنا..(أقول ذاتنا.. فوالله يهمنا أن يكفوا عن ذلك)
3- أخي بارك الله فيك لا تلقي الكلام على عواهنه.. فماذا تعني بقولك (لبس رداء الحداثة)
هل من يقول ويذكر الناس (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
يكون قد لبس رداء الحداثة وغرر به ؟!
أما عن خلع عباءة التدين.. فبأس التدين هذا الذي حكم عليه بالمخلوع بسبب مقال تختلف فيه وجهات النظر !!
يجب أن نفرق بين نقد الممارسات والأفعال.. ونقد الدين ذاته..
وهذه الطامة عندما نتحدث دوماً عن الممارسات.. وننتقدها
يصفنا البعض، شئنا أم أبينا، أننا ننتقد ونهاجم دين محمد عليه الصلاة والسلام !!
ثبتني الله وإياك على دينه.. آميــن
“أحباب الأمس أعداء اليوم”
ينقذنا مثالنا هنا في توضيح أمر..
لو أن فاطمة بنت محمد سرقت.. وقطع يدها رسول الله عليه الصلاة والسلام.. هل نقول:
للأسف.. ابنته حبيبته بالأمس.. عدوته اليوم ؟!!
أعذرني إذا لم تعجبك مقالتي.. واستمر في الدعاء لأخيك في ظهر الغيب
وشكرا مرة أخرى على الأدب الجم..
وفقني الله وإياك لكل خير
لا أظنك تكتب ما كتبت لو كان ملتمس الصفح أحد من أحبابك، وما أكثر أحبابك يا حربان
“لا أظنك”
الحمد لله أنه ظن..
وربما أغلب الظن إثم “ربما!”
وشكـراً على مرورك أخوي المنصور
سلام الرحمن على عباد الرحمن..
وفقنا المولى وإياكم لما فيه خير وصلاح..
ووقى الأمة ممن لا يخاف إلا على اسمه،
وتبقى مصلحته هي الوحيدة شغله وهمه..
ولكي لا نتهم باعتناقنا لإيديولوجية التعميم, نقتصر في لحظتها على نظرة دونية تصيب أحداً منهم وتخطأ الآخر, في حين يظلون يحرفون الكلم عن مواقعه – من دون اكتراث – بأسلوب مفضوح, يكادون فيه أن يعرقلوا عجلتهم البرلمانية – مع الإفراط في ممارسة النفاق – من دون أن يفقهوا ذلك.
وعن مظاهر الفساد عندما نتكلم, والطرق الالتوائية المتبعة في محاربته من قبل كتيبتهم العوراء, نجد بأنهم يظاهرون بالمعروف, وما هم هنا إلا قد ظلموا أنفسهم ولكن أكثرهم لا يعلمون. قد أجد من العيب الدفاع عن حملة مخالفة للأنظمة والقوانين, في حين أن القانون هنا – بمضمونه الشكلي – يخاطب الجميع من دون تفريقه بين قطيع سياسي أعرج أو برغماتي أحدب, ولكن أحداً منهم لم يكترث لذلك, ظناً منه بأنه يحكم كلمة من انتخبه, وليس يمثلها ان صح التعبير الدارج.
بيد أن المضحك في الأمر, هو أنني قد واجهت موقفاً مشابهاً لهذا الموقف – من ناحية تحريف الكلم عن مواقعه – يوماً كان قد عرضت عليّ وظيفة سكرتير تنفيذي لأحدهم, في وقتها كان يعد هذا – النائب الانبطاحي – من أنصار العناوين التي تأخذ حيزاً من الصحف في صفحاتها الأولى, والتي كانت ترمي إلى رفع المستوى المعيشي من جهة, وتعديل الرواتب من جهة أخرى, في حين كان قد عرض عليّ راتب زهيد, لا يتجاوز المائة والخمسون ديناراً ! لدوامين, مناقضاً بذلك كل الخطابات والهتافات – المبطنة بالرياء – باسمه, ضارباً عرض جدران جسده المترهل كل مبادئه السامية المفتعلة وقتها.
قد يطول الكلام هنا, وهذا ما لا نرجوه أبداً يا أخي العزيز أحمد, لأننا إن اطلنا في الحديث, أجزم لك بأن معركة ما ستنشب هنا, ونحن حريصين كل الحرص على أن لا يقع إخواننا جرحى !
تحياتي واحترامي
حافظ
السالفه مو امعقده لهل درجه… حمله خالفت القوانين، كان المفروض ان اتطبق عليها القانون و اعاقبونها مثلها مثل غيرها من الحملات… العقاب كان لفتره من الزمن وبعدين بقدرت قادر عفوا عنها!!!!وعلشان ما اتكون السالفه مقصوده ومكشوفه قاموا اعفوا عن باقي الحملات!!!!! ..
في التعليقات الي قريتها محد برر ذي الشي الي صار!!..ليش صار العفو يوم ذي الحمله بالذات وقفوها؟؟؟؟… وليش ماخلوها اتعاقب وخاصه عقب الي سوته بضيوف الرحمن؟؟؟
انتوا اتعرفون اشكثر ذيلا الاوادم عانوا في فترة الحج؟؟!!و اشكثر تمرمطوا في فتره كان المفروض اكون شغلهم الشاغل اهو عباد رب العالمين؟؟!!
انه ما اقول للكاتب إلا الله يعطيك الف العافيه على المقال وناطرين التالي 🙂
زمان أول كنا نقول محاربة الفساد قاعده عامه وترد عليها إستناءات
لكن اليوم نقول الفساد قاعده عامه ومحاربة الفساد هي الإستنثاء على القاعده
كذلك
القاعده الجنائية كانت تقول كل متهم برئ حتى تثبت إدانته
أما اليوم
كل برئ متهم حتى تثبت برائته
القهر أنهم أكثر ناس يزايدون في محاربة الفساد