انتخابات المجلس الثاني
في الرابع من شهر مايو 2003م، وفي مجلس المرحوم محمد بوحجي الواقع بفريج البنعلي بمدينة المحرق، وبدعوة من الأخ العزيز عبدالله بوحجي، كان الاجتماع الأخير ليضع المرشحون النقاط على الحروف مع أعضاء حملاتهم الانتخابية استعداداً لانتخابات المجلس لدورته الثانية، فغداً هو يوم الاقتراع.
لنفس السبب الذي ذكرته سابقاً حرص عدد من المجتمعون على دعوتي لحضور هذا الاجتماع، وكان أغلب الحضور من شباب جمعية الإصلاح، وهذا أمر طبيعي، فمن جهة كانوا هم الأكثر تنظيماً واهتماماً ووعياً بموضوع الانتخابات، ومن جهة أخرى فمعظم المترشحين كانوا من أعضاء الجمعية أو من المحسوبين عليها، فقد ترشح في كلية التربية الأخ الفاضل محمد سيف الأنصاري، وترشح في كلية إدارة الأعمال الأخ أحمد يونس شريف، وفي كلية الحقوق الأخ سلمان داود، وفي كلية الهندسة الأخ أحمد عبدالرحيم المحمود، والأخ سامي علي في كلية الآداب.
لم يكن الاجتماع الثاني كما كان الاجتماع الأول، فقد غابت العديد من الوجوه البارزة، والتي كان لها دور بارز في انتخابات المجلس الأول، والغريب في الأمر أني لم أنتبه لغياب هذه الوجوه إلا بعد أن خرجت من مكان الاجتماع، لذلك ما كلفت نفسي عناء السؤال عنها. إلى هنا ما زلت أجهل أو أغفل عن أجندة الجماعات والجمعيات التي تتدخل في انتخاباتنا، وكيف ينطوي عملها على شيء من الحزبية!
خرجت من ذلك المجلس والتقيت بصديق لي، وهو واحد من الذين كنت أتوقع رؤيتهم في اجتماع هام كذلك الاجتماع، وسألته عن سبب غيابه، فأخبرني عن خلاف حصل بين الأخوة وكانت نتيجته، وربما سببه أيضاً، ترشح اثنان لنفس الكلية، كلية الحقوق، وهما سلمان داود وفوزان خليفة، وهذا يعني شبه استحالة حصول أي منهما على مقعد الكلية، وبالتالي خسارة المقعد لصالح القائمة التي أعلنت عن نفسها في ذلك الحين، قائمة "الطالب أولاً" وهي قائمة يديرها مركز البحرين الشبابي التابع لجمعية الوفاق.
فاتصلت في نفس الليلة بالأخ فوزان خليفة، وقصَّ علي قصة خلافه مع الشباب، وكيف أن وعداً لمساعدته والوقوف معه في هذه الانتخابات تم نقضه! مستغرباً في الوقت نفسه من عدم معرفتي بهذا الأمر!
في اليوم الثاني، يوم التصويت، كانت لي صولات وجولات في طول الجامعة وعرضها، لمعرفة المزيد عما يجري في كواليس الانتخابات والاصطفافات الطلابية، فبعد أن سمعت بالخلاف الذي حصل، علمت وللمرة الأولى أن هناك الكثير والكثير جداً من القصص غائبة عني بسبب ابتعادي عن تفاصيل ودقائق العملية التي كانت في تجربتها الثانية.
ومن ضمن أحداث ذلك اليوم، استوقفني الأخ مهند النعيمي، وكان مدير حملة الطالبة عبير سوار الانتخابية، المرشحة بكلية الآداب، وطلب مني الانتظار قليلاً لأسمع من الأخت عبير ما جرى لها! وصلت عبير، وأخبرتني عن وعدٍ حصلت عليه العام الماضي لمساعدتها والوقوف معها تم نقضه أيضاً! كان هذا اللقاء الأول وربما الأخير الذي جمعني بهذه الأخت الكريمة، ولا أدري لماذا أخبروني بالأمر، ولكن أغلب الظن أنهم كانوا يخبرون الجميع! ويمشون بين الطلبة ناشرين هذه القصة شفهياً بعنوان الخيانة والغدر!
بينما كانت الأخت عبير تكلمني، رأيت مجموعة من الأخوة، من ضمنهم الذين اجتمعت معهم بالأمس، يقفون على مسافة قريبة منا ويحدقون بنا بشكل غريب، وبعضهم يهمس لبعض، وكأنني ارتكب ذنباً لا يُغتفر! واستغربت كثيراً لماذا لم يطلعوني على هذه القصص؟!
ظهرت نتائج الانتخابات، وكانت نتيجة انتخابات كلية الحقوق كما توقعناها، خسارة كل من سلمان داود وفوزان خليفة، وفوز الطالبة دعاء جعفر، وكانت أول طالبة تفوز بانتخابات مجلس طلبة جامعة البحرين. أما نتيجة كلية الآداب، فقد خسر كل من سامي علي وعبير سوار!
أصبح فوزان عضواً في المجلس في الفصل الثاني من السنة الدراسية التالية، بسبب تخرج ممثلة كلية الحقوق الطالبة دعاء، حيث كان ينص القانون على أن يشغل مكانها صاحب ثاني أكبر عدد من الأصوات، وكان فوزان صاحب المركز الثاني في انتخابات كليته.
لم نحتفل في نهاية الانتخابات كما احتفلنا في العام السابق، فلم تكن النتيجة مرضية لا في كلية الحقوق، ولا في كلية الآداب. ومن المفارقات التي يجب أن نذكرها لكي نبين شيئاً من الخلاف الذي تسببه الانتخابات، أو الحزبية، أو أي شيء آخر، الله أعلم، أن كل من فوزان خليفة ومهند النعيمي كانوا من أول المحتفلين معنا في العام السابق، أما هذه السنة فقد أصبحا في ضفة أخرى، وفريق آخر، لا أدري ماذا صنفناهما، إن تم منحهما تصنيفاً، فنحن شاطرون في التصنيف والحكم على الأشخاص ما داموا ليسوا معنا، في الانتخابات خاصة!
لا أحسبك ممن يغيرون الوقائع ولا من يكتبون لتحقيق مكاسب معينه 🙂
لكن ان حصل شيئ من هذا القبيل سأقف لك وقفة المحايد الحريص على الحق
وقتها أتمنى ان تنشر نعليقاتي وتعليقات غيري بلا تصرف
يسعدني أن اقرأ لك
وهذه هي المرة الأولى التي أتشرف بها في رحاب مدونتك ،،،
أدعوك لقراءة مقالي الأخير ( الشيعة ،،، مطية ايران الصفوية )
كل الحب والتقدير …..
صديقي احمد الحربان :
اتفق معك في وجود الحزبية والتكتلات في المجتمع الطلابي الجامعي وهذه التحزبات بلاشك انها تؤثر سلبا وخصوصا ايام الانتخابات مما قد يقودنا الى اختلاق خلافات في الاساس لا وجود لها فضلا عن نشوء عداوات قد تتطور الى عداوات شخصية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو السبيل الى الحد من هذه التحزبات والتكتلات هذا ما اتمنى ان نسعى اليه .
الله يجزيك خير ويو فقك ولك كل التقدير ……… وفي انتظار العددالثامن.
صاحب التعليق الأول..
أشكرك على مداخلتك
وأشكرك على حرصك على الحق
وتأكد بأني لا أتصرف في التعليقات.. ولكني أمنع نشر التعليقات الخارجة عن الأدب فقط لا غير
أهلاً بك فايز النشوان..
شرفتنا 🙂
رياض سيادي
شكراً صديقي على المتابعة الطيبة 🙂
أخي أحمد .. اعذرني إن قلت لك أن لك في هذه المشكلة دورا وهو أنك لم تعد من يكون خلفا لك في المجلس .. وهذه قضية مهمة حدث عندنا في جامعة الملك سعود ما يشابهها .. فبعد أن تخرجت وبعض زملائي الذين كانوا في قيادة العمل الطلابي شهدت الساحة نخفاضا في مستوى الأداء وكان السبب أننا لم نمرر منهجنا بالطرقة المناسبة لمن يأتي بعدنا .. ولذلك فلتحرص أن تجعل لك خلفا في كل عمل عام تقوم به .. حتىفي عملكم النيابي يوما ما .. عندما يكون لك منهج محدد يفهمه كل المنتسبون للعمل يسهل التمسك به .. والسير على هديه .. وفقنا الله وإياكم
مثلك ومثل المشاركين في مدونتك كمثل ابن ملجم ومادحه، فكما ضرب ابن ملجم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتله أنت تضرب دعوة الله لكنك اقل من أن تؤذيها، وكما قال الخوارج في ابن ملجم بعد جريمته:
يا ضربة من تقي ما أراد بها * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
يأتي المنافقون ليقولوا لك أمثال هذا الهراء.. فلا تغتر فإنما الحقيقة الجلية هي أنك ابن ملجم في وسط الخوارج.
أحمد السهيمي
شكراً أخي على متابعتك.. وعلى مداخلاتك الطيبة
لكن توضيح أخي.. فعلاً من المهم جداً أن يعد أي شخص خلفاً له في أي مكان سيغادره..
ولكن وللتضويح.. إلى هنا.. من تسلسل المذكرات.. لم أكن “ناشطاً طلابياً” بعد.. إن صح التعبير
صاحب التعليق الأخير..
يعطيك العافية 🙂
لو ما تحترمني.. على الأقل احترم أصحاب التعليقات.. ولا تصفهم بالمنافقين والخوارج
ربي لك الحمد.. تتعلم قصص التاريخ الإسلامي لتنزلها على أخوانك بكل جرأة !!
أنصحك أيضاً بتعلم الأخلاق الإسلامية
وشكراً على مداخلتك
انت اصلا محد يحترمك الا اللي لهم مصلحة معاك
(فنحن شاطرون في التصنيف والحكم على الأشخاص ما داموا ليسوا معنا، في الانتخابات خاصة)
بالفعل!