مجلس الطلبـة
قبل أن أتطرق للاجتماعات التحضيرية لخوض انتخابات مجلس الطلبة التي كان هناك من يحرص على دعوتي لحضورها، لسبب أو لآخر، أرى من المناسب هنا أن نقدم نبذة مختصرة عن هذه الهيئة الطلابية.
مجلس طلبة جامعة البحرين هيئة طلابية وُضِعَت لائحة تأسيسها وتنظيمها في تاريخ 10 ديسمبر 2001م، تماشياً مع المشروع الإصلاحي الذي قاده جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد حفظه الله ورعاه، سعياً من القيادة لنشر ثقافة الانتخابات وعمل المجالس المنتخبة ودورها في عملية الإصلاح والتطوير في الأوساط الطلابية. وكان حينها الدكتور ماجد النعيمي رئيساً للجامعة، الذي تولى منصب وزير التربية والتعليم فيما بعد.
يتكون المجلس من: ممثّل لكل ألف طالب على أن لا يقل عدد ممثلي الكلية الواحدة عن عضو واحد، ويقوم الطلبة بالانتخاب العام المباشر لهؤلاء الممثلين، إضافة لرؤساء الجمعيات الطلابية، ومُمَثِلَين اثنين للأندية الطلابية يتم انتخابهما بالانتخاب العام المباشر بين رؤساء الأندية في الجامعة. كما جاء في اللائحة الأساسية لإنشاء وتنظيم المجلس.
ويهدف المجلس إلى تنمية شخصية الطالب وطنياً واجتماعياً ورياضياً وثقافياً ضمن قيم الحضارة والتراث العربي والإسلامي ومبادئ ميثاق العمل الوطني، تنمية الروح القيادية بين الطلبة وإتاحة الفرصة لهم للتعبير المسئول عن آرائهم، توعية الطلبة بحقوقهم وواجباتهم وفقاً للأنظمة الجامعية المعمول بها، دعم التحصيل العلمي والمسيرة الأكاديمية، تعزيز روح التعاون ومفهوم العمل الجماعي بين الطلبة وتوثيق الروابط بينهم وبين الهيئتين الأكاديمية والإدارية بالجامعة، المساهمة مع الجامعة في تطوير الخدمات الطلابية، وغيرها من الأهداف التي تضمنتها اللائحة الأساسية.
رغم اعتراض كثير من الطلبة والمهتمين بالعمل الطلابي، على هذا المجلس، وعلى محدودية صلاحياته التي لا تمكنه من ممارسة الدور الذي تتطلع له القيادات الطلابية، إلا أنني أرى بأن المجلس أُعطي مساحة كبيرة للإبداع في ظل أهدافه المعلنة لم يستغلها أعضاء المجلس تمام الاستغلال، وسأتطرق لهذه النقطة لاحقاً.
لا يفوتني قبل أن أنهي حديثتي عن تعريف المجلس أن أشير إلى العقل المدبر الذي وقف وراء تأسيس هذا المشروع، فكل مشروع يراه الناس لا بد من عقل مدبر واحد يقف وراءه، وعندنا هنا، واحد فقط. نعم قد يشترك الجميع في الإدارة والتنفيذ والتقييم وغيرها من مهام، إنما رسم سياسة المشروع وحدوده التي يجب أن لا يتجاوزها تصدر من رجل واحد، بكل ما يعتريه ويعتري عقله من صواب وخطأ، ومن كمال ونقص، وبكل ما لديه من علم قليل وجهل كثير، حاله حال أي إنسان.
كما قال لي أحد أعضاء المجلس الأول، كان العقل المدبر والمخطط للمشروع برمته الأستاذ محمد البنكي مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة حينها، رئيس تحرير جريدة الوطن وقت كتابتي هذه المذكرات، كان له الدور الأكبر في عملية الإشراف والتسويق لهذه التجربة من خلال دعاية إعلامية ضخمة قادها – مشكوراً- لإنجاحها.
بطبيعة الحال، الوضع يختلف مع الدول المتقدمة، فسياسة العقل الواحد لا نجدها إلا في أغلب الدول النامية التي تراوح في مكانها مهما أوهمت شعوبها بتطورها، فالتطور النسبي البطيء المحدود في ظل تطورات عالمية سريعة وكبيرة بكل ما تحمله من تحديات، يعتبر تخلفاً. أُشبه حالنا كحال السلحفاة، التي تبذل الجهد ( الكبير المضني الشاق المتعب ) لتشق طريقها للبحر. وصفت جهد السلحفاة دون أن أتطرق لبطئ سيرها! هكذا يفعل إعلامنا الموجه!
لا ألوم أصحاب القرار الذين ينتهجون هذه السياسة في الوطن العربي، فمشاريعهم أصلاً لا تحتاج لأكثر من عقل، هم ونحن أردناها بهذا المستوى!
هذه نبذة مختصرة عن مجلس الطلبة، وكما هو واضح من بداية حديثنا حوله، نرى أن المجلس لم يولد من قناعة تؤمن بها إدارة الجامعة لأهمية الدور الذي يجب أن يلعبه، ولم يأتي نتيجة فعاليات طلابية مؤمنة بأهمية وجوده طالبت بتأسيسه. وهذه خلفية لا يمكن أن نتجاهلها، تساعدنا على معرفة طبيعة علاقة المجلس بإدارة الجامعة من جهة، وبعموم الطلبة من جهة أخرى، ومدى تأثير هذه العلاقة على نجاحه.
الله يوفقك ويحفظك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
عزيزي احمد وايد حلوة فقرتك الاخيرة واثني عليها اذا تسمحلي بسطرين :
هناك فرق بين مجلس يولد او ينشأ نتيجة ارادة طلابية او كفاح ومناضلة طلابية فبلا شك سوف يكون مجلس فعال بنسبة عالية وبين مجلس يولد ويفرض نفسه على الطلبة (( على البارز )) .
أحمد..
شكراً..
وفقك الله..
أخي الفاضل الحربان..
جزيت خيرًا و زوجت بكرًا على الكلام الطيب الذي تفضلتم به…
استاذي الفاضل..
لا أجد أن المشكلة تكمن في سياسية “العقل الواحد” كما تفضلتم .. بل في طريقة التفكير الطائفية و المنهجية الرجعية المتخلفة التي يعاني منها أغلبية الطلبة..
لسان الحال يشهد أن (أغلب) مرشحي المجلس يعزمون الولوج إليه ليس إيمانـًا بالعمل الطلابي و أهميته بل تمثيلاً للجماعات و الطوائف السياسية التي ينتمون إليها..
و إدارة الجامعة ليست ملزمةعن الإيمان بدور المجلس إذا أصحاب الشأن -الطلاب- أنفسهم غير مؤمنين بدوره!!!
نسأل الله لنا و لهم الهداية و الثبات إلى يوم الدين…
أختك في الله..
همــــس الـــــروح…
الله يسدد خطاك يارب 🙂
ويوفقك ويوفق الجميع 🙂
فعلا، مثل ما قالت الأخت همس الروح:(( و إدارة الجامعة ليست ملزمةعن الإيمان بدور المجلس إذا أصحاب الشأن -الطلاب- أنفسهم غير مؤمنين بدوره!!! ))سدد الله خطاك وبارك الله فيك..ننتظر الحلقة القادمة..
حظيت بلقاء الأستاذ محمد البنكي
والنعم الرجل هو
خلقا وعلما
أما المجلس الذي أشرت إليه فهو خطوة للإمام
بالرغم كل الطموحات التي نريدها
فعلى الأقل لديكم من يمثلكم عن طريق الانتخاب
في البرلمان والجامعات
أما لدينا فلا حس ولا خبر!