هَمسٌ في أذن وليد..
ولدتنا أمهاتنا أحرارا ً.. هذا لسان حال ومقال أسلافنا.. زمن العزة والنصر والتمكين.. أما اليوم فيؤسفني صغيري العزيز أن أقول لك "لم تولد حرا ً"
صغيري.. لا أزرع فيك الإحباط.. إنما أهديك شعلة تنير لك الطريق الذي طالما كان حالكا ً حتى وصلنا إلى هذه السن.. فأبصرنا.. فوجدنا الطريق أشد سواداً من الظلام!
قد تسألني صغيري وتقول: ما معنى أني لست حرا؟
أجيبك: حينما تمسك بالفرشاة.. يمكنك أن ترسم ما شئت.. وبالألوان التي تحب.. ولكن يجب أن تدرك قبل ذلك.. أن المساحة البيضاء غاية في الصغر.. ولا يمكنك أن تحصل على مساحات أكبر إلا بتضحيات لن تعلم مقدار ضرائبها حتى تصبح شاباً يافعا ً!
حتى لا تفهمني خطأ..
إياك أن تظن بأن أبيك لا يروق له أن ترسم لوحات بحجم الجدران.. فإن أباك لن يبخل عليك ما دمت صغيرا ..ً لا تستطيع منازعته ربوبية منزله الصغير! ولكنه هو الآخر لا يستطيع أن يوفر لك تلك المساحات الفارغة.. فهو لا يملكها أصلا ً!
وهذه منزلة من فقدان الحرية.. متقدمة جدا ً..
صغيري..
يجب أن تعلم أنك لست حرا ً..
لتربي بين جنبيك نفسا ً تأبى العبودية..
لا تستطيع أن تطعَمَها فضلا ً أن تعايشها واقعا مرا ً..
يجب أن تعلم أنك لست حرا ً..
حتى تتطلع للحرية منذ الصغر..
وتبذل الغالي والنفيس للحصول عليها في الكبر..
يجب أن تعلم أنك لست حرا ً..
لتدرك يقينا ً بأنك لم تولد للعيش بهذا الحال..
بل ولدت لتغييره بإذن الله..
يجب أن تعلم أنك لست حرا ً..
ليبقى في قلبك هم.. وهدف.. ومصير.. تسعى لنيله..
يجب أن تعلم أنك لست حرا ً..
لتستشعر الواقع في كل يوم.. وكل ساعة.. وكل دقيقة..
يجب أن تعلم أنك لست حرا ً..
حتى لا تصبح كما أصبحنا..
كالقطيع ننقاد.. وكالبهائم نُذبَح.. وكالجثث نُرفـَس..
همست في أذنيك صغيري العزيز بهذه الكلمات.. قد لا يهمس لك بها غيري.. فإني بلغت من الكبر مبلغا وشبح فقدان الحرية (العبودية) ماثلٌ أمامي.. ولكن لم يهديني أحد تلك الشعلة التي تحرق قلبي هما ً لاستعادتها!
صغيري.. أتعلم لماذا لم تولد حرا ً؟
لأن آبائك وأجدادك لم يقوموا بهذا الدين حق قيام.. فسلط الله عليهم وعليك ذلا ً.. لا ينزعه حتى يرجعوا لدينهم.. هذا هو السبب.. السبب الوحيد.. صدقني..
فكن أنت أول الراجعين.. لتكن قائدا ً في تحرير أمتك من عبوديتها..
همسة أخيرة..
إياكَ إياكَ أن يكون دينك إنما صلاة وصيام..
بل هو صلاة وصيام ونصرة لأخيك ظالما ً أو مظلوما ً..
وإن كان الظالم أو المظلوم أبوك نفسه.. رب المنزل!
طبعا ً وغيرها كثير…
همسات تجعلك تفيق من الغفلة…
همسات تحذر من الموالات المفرطة التي لاتفرق بين ظالم ومظلوم…
همسات أتت في الصميم…
اتمنى أن يصحو الجميع من غفلتهم…
وفقك الله ياأخي أحمد ووفقك لمرضاته…
كلمات معبرة ورائعة
وإنشاء الله سأقرأ باقي إدراجتك
ولك جزيل الشكر
مسات رائعة ملؤها الاشجان و التهمم و حرقة الخلاص
بارك الله فيك
صديقي العزيز (الجنوبي الهادئ)
شكرا لك على مداخلتك ومتابعتك..
كن هكذا دوما 🙂
الأخ الكريم (محمد الكمالي)
تشرفني طلتك.. ويسعدني اهتمامك بقراءة بقية الإدراجات
وحياك الله دوما 🙂
وفيك بارك أخي (مستبشر بالفتح)
نسأل الله أن يرزقنا الخلاص مما نحن فيه.. آمين
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
بارك الله فيك أخي أحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كلمات رائعه أخي الفاضل
والأشقياء هم المفلسون من كنوز الإيمان ،ومن اليقين، فهم في تعاسة وغضب ومهانة وذل…
( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
جزاك الله خير أخي الفاضل
الحرية هي هبة الله للانسان، وهي الأمانة التي حملها الانسان ورفضتها المخلوقات الأخرى، تولد معه، ونحن ننزعها منه،جزءا جزءا حتى يصير مثلنا عبيد.. بعضنا لهواه وبعضنا لمولاه، وبعضنا لشهواته وبعضنا لوجاهته وهلم جرا..
همسات جميلة من قلب مرهف وعقل يقظ، بارك الله فيك…
وأنتظرك عندنا..
محمد حماد
شكرا أختي (أم عبدالرحمن) على مرورك
تقبلي تحياتي 🙂
أستاذي الفاضل (محمد حماد)
شكرا على التعليق ولزيارة
اطلعت على مدونتك الغنية، ولي لها عودة قريبة جدا بإذن الله
بارك الله فيك يا أخي الكريم…
قد علمني أبي أن اكون من صغري حرا وابقى حرا وبإذنه تعالى القى ربي حرا…
لا اخشى ذلا اصاب من حولي و لا عزا ارتقى به غيري (بحسب ظنهم) فأني عزيز نفس غير ذليل متمسكا بكتاب الله وسنة نبيه…
فها أنا…
عشت الزمان عند اقدام العلماء نتلقى ما ورثوه من الأنبياء…
وخطاي باليوم والليل ما خطاه نبينا عليه افضل الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم من دون زيادة او تغيير وان اعبت بالتخلف فأنا في مقدمة الحداثة والتطور وإن كانت عيناي تذرفان دمعا بإني لست منهم…
و اخيرا وليس نهاية المطاف قمت ناصحا من حولي للخير ومحبا له التوفيق في الدنيا والآخرة فجعلوني اضحوكة الزمان فأنا بطل اليوم والغد وإن طال الزمان…
قال تعالى:(( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))
وبارك الله فيك يا أخي العزيز و الغالي…
واعذرني ان طلعت من الموضوع اشوي…
(فالمتحدث مب أنا بل الحر)
لك الله يا وطني ولك الله يا نفسي الحزينة
وأنت شفتي آن أوان صمتك
واذرفي الدمع يا عيوني أنى شئت
وقد أصبحت غريباً عمن كنت أظنهم
أقرب شـيءٍ إلـى نفسـي !
ألتي ستظل تتعذب إلى أن
تجد من يخفف عنها أحــزانــها
ويشاركها همومها وآمالها… لكي تشعر بأن
للحياة ولشروق الشمس وزقزقـة العصافير
فـي وطنــها معناً وطعماً آخـــر ………….
وحتى يتحقق ذلك الأمل فما لكي إلا الصبــر
يا نفسي فما بعد الصبر إلى الفــــــــــــــرج
إن شــــاء الـلــــه ،
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافة فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ”
لست حرا..!! وكأنها لعنه.. لا بل لعنه… كلمات لامست الحقيقه وحركت مشاعر تأخذ قيلوله في هذا الزمن
“لكن آمالنا تولد مع مولد كل يوم نجدد العهد واليقين أننا لن نتوانى لن ننثني في سبيل حقنا وديننا وملكنا ولا بد أن يولد ذلك اليوم”
سياتي ذلك اليوم بأذن الله تعالى… الم يحن الوقت لنقول لا لا لا؟!! ونوقد تلك الشعله…
اشكرك احمد على غيرتك على هذا الدين وعلى اسلوبك الراقي جدا..
جعلها الله في ميزان حسناتك
دعواتي…
سلـــوى…. فلسطين المحتله
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافة فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ”
لست حرا..!! وكأنها لعنه.. لا بل لعنه… كلمات لامست الحقيقه وحركت مشاعر تأخذ قيلوله في هذا الزمن
“لكن آمالنا تولد مع مولد كل يوم نجدد العهد واليقين أننا لن نتوانى لن ننثني في سبيل حقنا وديننا وملكنا ولا بد أن يولد ذلك اليوم”
سياتي ذلك اليوم بأذن الله تعالى… الم يحن الوقت لنقول لا لا لا؟!! ونوقد تلك الشعله…
اشكرك احمد على غيرتك على هذا الدين وعلى اسلوبك الراقي جدا..
جعلها الله في ميزان حسناتك
دعواتي…
رائعةأخى وجزاك الله خيرا
ولكن برجاء ضبط هذه العبارة لغويا “إياكَ إياكَ أن يكون دينك إنما صلاة وصيام”
جزاك الله خيرا اخانا الكريم وبارك فيك…
كم هو مؤلم أن نخاطب وليدنا بأنه لم يولد حرا بدلا من أن نهديه الحريه… ولكن يجب أن يهديها هو لوليده القادم بتحمل المسؤلية التى تغاضينا نحن عن تحملها ليكون الجيل القادم أفضل من الجيل الحالى. جزال الله كل الخير يا أحمد
شكراً لك يا احمد الحربان على هذه الخاطرة الطيبة
نقول متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً
شكراً لك مرة اخرى
عمار توك 🙂
كلمات معبرة وشيقة
رائعه سطورك بما فيها من تعجب
صغيري.. أتعلم لماذا لم تولد حرا ً؟!!!!!!!!!!!!
لك تحياتى
انا دوماً لا اجامل مهما كانت الكلمات،،،
وسنبقى بكلمات الحق في كل زمان و ماكن،،، وفي شتى الظروف
مهما وصلنا من مراتب ومراكز…
اعاننا الله وإياكم لإظهار كلمت الحق…. …. …
أخي (الحر)
أحبك الله الذي أحببتني فيه
شكرا على إضافتك الجميلة
أستاذي الفاضل (أبوعيصة)
“يا نفسي فما بعد الصبر إلى الفــــــــــــــرج”
شكرا على المرور والكلام الطيب 🙂
أختي الكريمة (سلوى) من فلسطين المحتلة 🙁
“”لكن آمالنا تولد مع مولد كل يوم نجدد العهد واليقين أننا لن نتوانى لن ننثني في سبيل حقنا وديننا وملكنا ولا بد أن يولد ذلك اليوم”
شكرا لك أختي على مرورك وإضافتك الطيبة
(وليد برجاس)
شكـرا أخي.. ويا ليت لو ضبطتها لي عشان أعدلها 🙂
(المركز الافتراضي)
وبارك فيك.. جزاك الله خير
(إسلام أحمد)
شكرا أخي على مرورك
(عمار توك)
أهلا عزيزي.. شكرا على مرورك
أسعدني تواجدك بمدونتي 🙂
(بقايا إنسانة)
شكرا أختي على المرور والإضافة 🙂
(الجنوبي الهادئ)
الصديق الحبيب 🙂
وفقك الله لكل خير
بسم الرحمن تصحو الاذهان
سلام وتحيات من ارض الطيبات…فلسطين
عزيزي احمد
مقال ذكي لماح..ياخذ مقولة معروفة لاتجاه آخر
ولكن..
(ولا تأخذ حديثي التالي على انه تشاؤم محرم)
اجربت ان تطبخ يوما في قدر فارغة فجاوبتك الاصداء بقرقعة عالية
اخشى من أن تضاف جوهرتك هذه الى مقالات رائعة اخرى..وأن لا تحصد سوى الردود المنمقة والمزينة بجميل الكلام..
شعوبنا تحتاج الى هزة عنيفة..هزة توقظ الاجداد من مرقدهم..وتخرج الجنين من بطن امه
وسيلتزم هذا اكثر من بضع كلمات مرصوصة بعناية
اضم صوتي الى صوتك والى بضع اصوات واعية قاهرة الجهل والظلام والعبودية
عسى تتحرك سفينتنا الغارقة في وحل حالنا
احمد الحربان
اسم كريم ومقال كريمة
تحياتي
دمت بود
اختك في الله
حجابي هو عزتي
تسلم أخي الكريم على هذه الهمسات الرائعة!
هذه الهمسات التي تحمل للجميع إيحاءات منا من يستطيع تؤيلها ، ومن من قد يفشل ولكن كمانردد دائماً
( اللبيب بالإشارة يفهم )!!
خُلق الإنسان حراً يمتلك من آليات التفكير الكثير ..
فلماذا يضع عليها الشمع الأحمر … ويجري وراء مُسلمات وضعها أناس قد يخطئون .. فهم غير معصومين …
وبارك الله فيك وفي قلمك الجرىء
بارك الله فيك اخوي احمد .. وعلى الكلمات الحلوه .. اتمنى لك التوفيق والنجاح 🙂
بارك الله فيك وايدك بنصرة ووفقك على الخير ونور طريقك بالتقوي
اختك في الله
ام ابراهيم