للصحفيين المبتدئين فقط..

لا يخفى على قارئنا الكريم ذلك الدور الكبير الذي يجب أن تضطلع به وسائل الإعلام -وأخص بالذكر الصحافة- في خدمة العمل السياسي والاجتماعي والنقابي وغيرها.

وما العمل الطلابي ببعيد عن تلك الأعمال التي يحتضنها مجتمعنا الكبير في ظل عصر النهضة الإصلاحية التي يقودها صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

إلا أن المراقب لدائرة العمل الطلابي المتمثل بمجلس الطلبة بجامعة البحرين والمتتبع لما يدور في صحفنا اليومية التي باتت تولي اهتماماً كبيراً لفئة الشباب في طيات صفحاتها إيماناً منها بأهمية الدور الذي يلعبه العمل الطلابي في تنشئة جيل قادر على مواكبة تطورات المجتمع الديموقراطية، يجد أنها لا تخلو من المغالطات والافتراءات في بعض الأحيان، ولا أعلم حقيقة مدى تقديم "حسن النية" في الموضوع أو مراعاة أقل ما يجب أن يتمتع به كل صحفي من "ضمير مهني وأخلاقي".

وفي الحقيقة، لقد آسفني كثيراً أن استهل أولى مقالاتي بهذا الموضوع.. إلا أنه واقع نعايشه حالياً! وكم يألم أعضاء المجلس جراء ما تتداوله صحفنا المحلية من أخبار كهذه.

وبعيداً عن التنظير، فالشواهد كثيرة، حيث ذكرت صحفية بإحدى الصحف اليومية ما نصه: "وتلاقي اللائحة الداخلية للمجلس حالياً انتقادات قوية من أعضاء في المجلس وتوجهات تطالب بتعديلها".

والصواب أنه لم يطالب أحد من أعضاء المجلس مناقشة بعض ما جاء في اللائحة الداخلية سوى عضو واحد فقط، ولم يولي أعضاء المجلس طلبه بالغ اهتمام لكون مواد اللائحة الداخلية كلها مرت باتفاق الجميع دون التصويت على أي منها.

وتواصل في خبرها قائلة: "ولم يتطرق المجلس لمقترح (تطبيق قوانين الحشمة) الذي تقدم به العضو محمد اليوسف لتغيبه عن الجلسة".

والحقيقة في ذلك أن المجلس لم يتطرق للمقترح بسبب عدم إدراجه على جدول الأعمال أصلاً وعدم نيته لفتح ملف الحشمة الآن، وليس الأمر مرتبطاً بتغيب العضو الذي تقدم به.

 

حالة صحفية "كابوسية" أخرى، حيث يقول صحفي آخر ما نصه: "مرت أزمة نشرات مجلس الطلبة بسلام بعد أن هددت قائمة (الطالب أولاً) المحسوبة على جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بسحب أعضائها من الاجتماع الاستثنائي.. لمناقشة أحقية لجان المجلس في إصدار نشرات خاصة بها".

 

وفي الحقيقة لم تكن هناك أية تهديدات خلال الاجتماع مطلقاً، فقد أبدى الأعضاء في الاجتماع الأخير للمجلس الاستغراب مما ورد في الخبر من كلمات "غير مسؤولة" لا تمت للواقع بصلة.

 

وعلى أية حال، فإن هذه الأخبار لتصنع لكتابها "نجومية" زائفة لاعتمادهم أسلوب إثارة في غير موضعه على حساب المجلس ووحدته، ومسيرة نشاطه. فتحري الحقيقة واجب في هذه المهنة النبيلة.

 

ولعل هذا ما دفع المجلس للتفكير كثيراً في قنوات أخرى غير الصحف تعبر عن لسان حاله وتنقل الأخبار الصحيحة لما يدور من أحداث، فأوجد المجلس من هذا المنطلق موقعاً إلكترونياً رسمياً تُستقى منه الأخبار الصادرة عنه، وأغنى المجلس عن صحافة أقل ما يمكن أن توصف به بأنها "غير صادقة" مع جمهورها.

 

كما أن تلك الأخبار لا تضر بالعمل الطلابي وحده، بل تتعداه لتضر الطالب الجامعي، الذي قد يعيش حالة من الاضطراب النفسي نتيجة لتلك الاختلاقات الصحفية على مجتمعه الصغير.

 

لم أكن أقصد بخطابي هذا أن أفتح النار على صحافتنا المحلية، بل كنت أهدف إلى التنبيه على خطر يجب ألا يستشري أكثر على يد صحفيين "مبتدئين" يسعون للنجومية من أخبار مجلس الطلبة!

نُشرت بواسطة

alharban

Bahraini guy, working at Al Jazeera Media Netowrkin Doha. Triathlete, 2 IM in pocket. Founder of @weallread.

تعليق واحد على “للصحفيين المبتدئين فقط..”

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

    كل الشكر والتقدير لك يااحمد على مواجهتك للصحافه المحليه

    وكذلك لاابداء رايك المتميز دائما .. والذي اتفق معك في اغلب الاحيان عليه 🙂

    بارك الله فيك

اترك رد